جباب محمد نورالدين ................. القديس أوغسطين و الحبيب بورقيبة
بواسطة 2013-10-26 05:15:12

جباب محمد نورالدين
أندري ماندوز أستاذ الفلسفة بجامعة الجزائر، كما ترأس الجامعة في بداية الستينيات، يعد من أكبر المتخصصين في فكر أوغسطين، إن لم يكن أكبرهم على الإطلاق ،لقد ألف عدة كتب عن هذا اللاهوتي الجزائري .
كان أندري ماندوز في زيارة علمية إلى تونس ولما سمع الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة رحمة الله عليه بوجوده في تونس سارع إلى دعوته واستقبله بالقصر الرئاسي ورحب به أيما ترحيب وأكرمه وأحسن ضيافته .وهما على مائدة الغداء خاطبه بورقيبة ، بأسلوب على طريقة الأشقاء في تونس ، قائلا: لقد جئت إلى تونس تقتفي أثر القديس أوغسطين من اجل استكمال كتابك عن هذا الفيلسوف التونسي .
حينها أدرك ماندوز أن الدعوة وحسن الاستقبال وكرم الضيافة لم تكن لوجه الله ولا لوجه الفلسفة لأن رسالة بورقيبة كانت واضحة وليست مشفرة إذا « ترجمناها " إلى اللهجة الجزائرية كأنه يقول له عند تأليف الكتاب "أفهم روحك يا سي ماندوز "
لكن أندري ماندوز الذي كان في ضيافة وكرم وعلى مائدة الرئيس الحبيب بورقيبة رد قائلا : سيادة الرئيس ، القديس أوغسطين ليس تونسيا إنه جزائري قح .
بدون أدنى شك الجميع سوف يسأل نفسه، لو مثقفا عربيا كان في نفس وضعية أندري ماندوز كيف كان يتصرف ، هل كان يجيب نفس إجابة ماندوز أم كان يلتزم الصمت أم يتمتم بكلمات غير مفهومة . أو في أحسن الأحوال " يهف " بورقيبة و" يدوخو" بين خطوط الطول والعرض مرورا بخط الاستواء كأن يقول، سيادة الرئيس في العالم القديم و في المرحلة التي أتناولها لم تكن توجد حدود ولا فواصل ولا عراقيل بين تونس و الجزائر لقد كانت بلدا واحد وأتمنى أن تكون بلدا واحد يظل فيها التونسي جزائريا و الجزائري تونسيا .
لكن بالمقابل ،على لغة فيصل القاسم، هل كان رد أندري ماندوز نابعا من قناعة أملاها عليه ضميره ويتحمل ما ينتج عن ذلك من تبعات ،أم لأنه كان "يستقوى" بالحصانة المزدوجة الجزائرية الفرنسية لقد كان ماندوز تجمعه صداقة بالرئيس الراحل أحمد بن بلا كما كان محل تقدير واحترام من طرف الرئيس الراحل هواري بومدين كما أن فرنسا لا تمسح أن يهان احد مثقفيها حتى لو اختار أن يقف إلى جنب الشعب الجزائري في ثورته كما اختار أن يكون جزائريا بعد الاستقلال
شوهد المقال 2025 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك