خميس قلم .........نقصانات

خميس قلم
استيقظت هذا الصباح، وفي البواطن شعور بنقص حاد، لا أدري ما الذي ينقصني، تحسست أعضائي، كلّها متوفرة بارزها و مضمرها.. القلب ما زال يخفق.. ارتجعت إلى ذاكرة، حلقاتها القريبة مكتملة، التشويش الوحيد في الذهن مصدره ذلك الشعور الغامض بنقص شيء ما فيّ، نوم قليل نعم لكنه كاف.. معجون الأسنان مبعوج إلى آخره، الإضاءة باهتة، الكتاب لم أتمم قراءته، و القصيدة لم تأت.. في دوامة النقصانات تلك هناك نقصان لم أدركه بعد.. منسوب العلم منخفض في المدارس لكن هذا يقلقني أقلّ من منسوب القهوة في دمي.. لقد أُغلق المقهى الذي أرتاده.. خسرت وقتاً كثيراً في زحمة الطريق.. رصيدي المالي يتضاءل يوما بعد يوم.. الأيام والليالي تنحسر من عمري، لكن ليست أيّاً من تلك النقصانات ما يخلق هذا الشعور المتضخم في وجداني... بعد تجاوزي للعقبات الصغيرة، و تأملي لهوّة النقص الواسعة حولي أيقنت جوهر ما أنا عليه من نقصان.. ناقص أنت و منقوص أنا .. النقص و النقيصة أن لا أكون أنا أنا.. أن يكون سواي في.. أن أتنكر لما أريد .. أن أكون غيري...
شوهد المقال 1381 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك