نصر الدين قاسم ـ عور التحليل وبؤس التدليل
بواسطة 2021-03-01 02:41:13

نصرالدين قاسم
أعاب بعض الإخوة بعض الشعارات التي رفعها بعض المحتجين، وهتفت بها حناجر بعض الغاضبين في مسيرات الجمعة السادسة بعد المائة، ووجدوا فيها صهوة للتحامل على السلمية وفي انتقادها ضالتهم ليسدوا للشعب دروسا في الأخلاق وضبط النفس..
• "كالعجوز التي اعتقدت أنها قبضت سارقا"
استغل المستنكرون ما اعتبروه شعارات خطيرة ومعيبة في حق المؤسسات ومسيئة لبعض المصالح والوظائف، واغتنموا الفرصة لتأكيد انطباعاتهم السيئة عن الحراك الشعبي، وصواب حكمهم بأنه انتهى، وإثبات ادعاءاتهم بانحراف السلمية وتحولها إلى معاول هدم الدولة الوطنية..
وتعمد "بعضهم" أيضا إخراج مظاهر الغضب تلك من سياقها العام، باعتبارها ردات فعل شعبية طبيعية على ممارسات السلطة وقمعها واضطهادها الدائم للناشطين وصرخة غضب عفوية من لدن ضحايا السلطة أو ذويهم أو المتعاطفين معهم..
السلطة بسياستها القمعية وتضييقها وغلقها للمجالين السياسي والإعلامي ومصادرتها للحريات وانتهاكها للحقوق هي التي تتحمل في آخر المطاف مسؤولية ما يشاع وما يقال ضدها، لأن الجزاء من جنس العمل
• يُسمح للفرد ما لا يسمح للسلطة
تحت تأثير قناعات ذاتية يحاسب المستنكرون الحراك الشعبي على شعاراته، هم الذين لم ينبس الكثير منهم ببنت شفة ضد تجاوزات السلطة أو ممارساتها وانتهاكاتها ومصادرتها للحريات ولم يغضبوا لما تعرض له ناشطو الحراك من اعتقالات وتنكيل وأحكام قاسية ..
"الحراك" ثورة شعبية سلمية عفوية تجسد مختلف التوجهات ومختلف المستويات، غير مؤطرة ولا منظمة ولا تنفذ تعليمات محددة ولا تقودها زعامة معلنة ولا تخضع لسلطانها. من غير المعقول أن ينتظر منها الالتزام بواجب التحفظ ولا بعقلانية المؤسسة ولا منطق الدولة ولا مطالبتها بذلك.. هي سلوكات أفراد يعبرون عن ذواتهم..
• الجزائري وطني بالفطرة فلا تزايدوا عليه..
الثورة حركة شعبية سلمية التفت حول أهداف عامة أساسية تجمع غالبية الجزائريين على مختلف قناعاتهم وتوجهاتهم وثقافاتهم، هي ليست حزبا ولا تنظيما ولا مؤسسة حتى تُقيم أو تنتقد بالمسطرة نفسها التي تنتقد بها هذه الكيانات، أو تحاسب وفق المعيار نفسه أو تُخضع للضوابط نفسها.. أو تفرض عليها المحاذير نفسها والتحفظات ذاتها التي تفرض على الدولة ومؤسساتها في تعاملها مع سلوكات الأفراد والجماعات..
وانتقاد البعض لا يدين الجميع، وإدانة الجزء ليست إدانة الكل، واتهام أعوان لا يعني اتهام الإدارة، والجزائريون وطنيون بالفطرة، وهم أحب لوطنهم وأحن وأوفى، وما حرك حراكهم إلا غيرتهم على وطنهم المستباح، وما ألبس ثورتهم رداء السلمية سوى حرصهم على مستقبل وطنهم، وما أصبرهم على الظلم سوى تمسكهم بسلميتهم وما عدم انسياقهم للاستفزازات، وتحمل حملات التخوين سوى صونا لأمن وطنهم وتأكيدا لعدالة قضيتهم..الجزائريون هم الوطن والوطن هم الجزائريون.. فيا أيهذا المشتكي من "شعارات" الحراك، متحاملا، ما لك
ترى الشوك في الورود وتعمى
أن ترى فوقها الندى إكليلا
ملاحظة
أدخلت بعض التعديلات على مقدمة التدوينة رفعا لكل لبس أو تأويل لأنها فُهمت على أنها موجهة لشخص بعينه وما تبنيت التشخيص يوما، وقد أشار لي بعض الإخوة للأستاذ دغبار، وأنا والله ما سمعت تصريحه ووالله ما قصدته، فهو شخص أكن له الكثير من الاحترام والتقدير..
وجب الاستدراك والتوضيح

شوهد المقال 574 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك