عثمان لحياني ـ التغيير الحكومي لا حدث
بواسطة 2021-02-22 00:27:09

عثمان لحياني
تعديل ضد السياق وخارج التاريخ والمسارات اللحظية، يفتقد الى "الابداع السياسي" ،و يعبر عن أزمة تصور معقدة داخل نظام الحكم ومأزق كامن في الذات الحاكمة ومعطلة للتغيير .
الغاء وزارات بني عليها الرئيس جزء من حملته الانتخابية وخطابه الاقتصأدي وتنويع الصادرات ، "الزراعة الصحراوية" و" التجارة الخارجية"، "الصناعة السنماتوغرافية"، يعطي فكرة عن التسرع في الاستحداث الوزارات دون هدف محدد ، ثم التسرع في الالغاء ايضا من دون تقييم ،ومن ثمة التسرع في تعيين الوزراء.
التخبط الحاصل في هندسة الحكومة على مستوى الهيكلة ، من خلال فصل وزارات ثم اعادة دمجها (الطاقةوالمناجم) ، والحاق وزارات بأخرى (الأشغال العمومية والنقل)، يؤشر على وجود فارق المساحة بين الرسم البيروقراطي والقدرة على تحويله الى واقع سياسي منتج للقيمة المضافة في التدبير والتسيير.
اعادة استدعاء مستشار الرئيس السابق شارك في مهازل سياسية وفي مسرحية مشاورات الاصلاحات عام2012 ، الى الحكومة خطأ كبير في التقدير يرقى الى وضع استفزاز للذاكرة الجماعية المتألمة من تبعات الحكم السابق، خاصة وأنه يأتي عشية ذكرى الحراك الشعبي.
غياب الشباب في التوظيف الحكومي الجديد يضع خطاب الرئيس بشأن "استحقاقات الشباب " في مأزق سياسي وأخلاقوي بالدرجة الأولى، ويفقد خطاب مأسسة المشاركة الشبابية في الفعل السياسي والحكومي كل معنى.
هذا التعديل هو الرابع الذي يمس الفريق الحكومي في ظرف سنة ، هذا يعني أن الرئيس لم يتوصل الى تركيبة مثالية لحكومة منسجمة قادرة على تنفيذ خطط التي تستهدف تغيير أساليب تدبير الشأن العام، والى شكل وظيفي للمؤسسة الحكومية.
واضح أن الرئيس ذو التنشئة البيروقراطية والقادم من بيئة بعيدة عن المحضن السياسي، مازال وفيا ومتأثرا بتقاليد الحكم الذي يشكل الحكومة على اساس الأهواء البيروقراطية الصرفة ، ثم يكتب لها برنامج ،بينما الهندسة الحكومية الحديثة تقوم على اساس صياغة البرامج و تحديد الاهداف ثم توليف الحكومة هيكليا وكادرا لتنفيذ وتحقيق الاهداف.
شوهد المقال 81 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك