عثمان لحياني ـ توظيف سيئ للشرعية الثورية في الجزائر
بواسطة 2021-01-02 00:51:56

عثمان لحياني
الشرعية الثورية لأي كان ، ومهما كانت مساهمته النضالية لا تسمح له بأن يصدر من تلقاء نفسه صكوك البراءة أو قصاصات ملحمية لصالح جنرال أو سياسي ، خاصة هذا المتمرس خلف الشرعية الثورية نفسه قيد المساءلة الاخلاقية أولا ، عن استفادته من امتيازات العضوية في هيئات ومجالس رسمية ، لم يقدم فيها أية مساهمة سياسية أو تشريعية أو فعل رقابي من موقعه هذا، في صورة عضو مجلس الأمة زهرة بيطاط .
مازلنا نخلط بين المقام الثوري الذي يفرض واجب الاحترام ، وبين استغلال هذا المقام لتبييض عسكريين كانت لهم مساهماتهم الدامية في هندسة الخراب الذي آلت اليه الدولة والبلد والأوضاع بكل أبعادها، ومشاركتهم لعقود في الاختلاس المستمر للاردات الشعبية.أكثر من ذلك، يمكن التساؤل عن عدم توظيف هذه الشرعية الثورية ،عندما كان بيت أصحابها من بيوت السلطة (زهرة بيطاط) للدفاع بحق عن ثوريين ظلمتهم آلة النظام وطحنتهم - كان آخرهم المناضل لخضر بورقعة رحمه الله اذ لم يسمع لهم صوت للدفاع عنه- هذا ناهيك عن أن محاولة اضفاء بطولة خرافية على الجنرال توفيق بتقديم شهادة ايجابية لمدير المخابرات الأمريكية هي توظيف سيئ، لأنه لا يمكن لهذا الأخير أن يقدم شهادة ايجابية في مسؤول جزائري ،الا اذا كان هذا الأخير في مستوى الخدمة والتعاون المطلوب منه من قبل المخابرات الامريكية .
لكن حتى وان أفلت توفيق وخالد نزار وغيرهم من صناع الخراب الدامي في التسعينات من المساءلة القانونية بشأن تلك الخيارات التي كلفت البلاد والعباد حربا أهلية خلفت شروخا مجتمعية وسياسية مؤلمة ، وساعدت هشاشة وضعف القرائن في ملف قضية "اجتماع مارس" وطبيعتها السياسية على اخلاء سبيلهم ، الا أن عذابات الجزائريين لن تفلتهم من المحاسبة التاريخية والاخلاقية ،خاصة عندما تتوفر الظروف الموضوعية المناسبة لتقييم المراحل السياسية ... بينهم وبين سجل البطولة وديان من الدم وجبال من العذابات .
لا يمكن ان يتوقف الزمن السياسي عند فترة انقضت بكل تجلياتها ، من المهم ان يعيش البلد ساعته الراهنة بكثير من الانتباه للتحديات الآتية ، لكن التاريخ لا يجب ان يكتب بالخطأ مرة أخرى.
شوهد المقال 296 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك