محمد هناد ـ أخبار قصر المرادية
بواسطة 2020-11-05 23:27:43

د. محمد هناد
المعالجة الإعلامية التي اعتمدتها مصالح رئاسة الجمهورية بخصوص مرض الرئيس أقل ما يمكن القول عنها إنها كانت، إلى حد الآن، من قبيل إعلام الهواة. مواصلة هذه المصالح طمأنتها المواطنين على صحة الرئيس بهذا الشكل ستزيدهم شكوكا ومخاوف.
في البداية، وقع تأجيل مجلس الوزراء وقالوا «لأسباب تقنية» لا ندري إن كانت لها علاقة بمرض الرئيس. ثم قالوا إن الرئيس دخل، بصورة «طوعية» (هكذا !)، في حجر صحي لمدة خمسة أيام (عوض الـ 14 المعروفة!) بسب تسجيل حالات عدوى بالكوفيك19 على مستوى رئاسة الجمهورية، أي من باب الاحتراز فقط. لكنهم ما لبثوا أن أعلنوا نقل الرئيس تبون إلى المستشفى العسكري «لإجراء فحوص طبية» ليعلنوا بعدها مباشرة أنه نُقل إلى مستشفى متخصص بألمانيا «لإجراء فحوص طبية معمَّقة» هذه المرة، أي فحوصا مستشفياتنا غير قادرة على القيام بهذا. هذا، ولم نعرف شيئا عن السبب الذي استدعى هذه الفحوص إلا أمس حيث أعلنت مصالح الرئاسة أن السيد تبون مصاب بالكوفيك19 وأن «حالته الصحية في تحسن تدريجي» وأن هناك «تجاوبا لمرضه مع العلاج». بالإضافة إلى كون عبارات من هذا القبيل لا تبعث على الاطمئنان أبدا، فإن من حق المواطن أن يتساءل عن سبب اللجوء إلى الخارج لإجراء فحوص طبية تقوم بها مستشفياتنا بصورة عادية في ما يخص الكوفيد19؟
فهل يدرك القائمون على الإعلام على مستوى الرئاسة أنه من الممكن أن تُفهَم هذه المعالجة الإعلامية على أنها إعلام بالتقطير وأنها، بالعكس، قد توحي بتدهور الحالة الصحية للرئيس تبون ؟ خاصة في غياب تام للصورة التي تقطع بها هجيرة قول كل خطيب.
على أية حال، إن شاء الله ما يكون غير الخير. لكن تجربة البلد المريرة مع مرض بوتفليقة طيلة 14 سنة كاملة يجب أن لا تتكرر أبدا.
شوهد المقال 389 مرة
التعليقات (1 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك