صحيفة الوطن الجزائري : عثمان لحياني ـ تكلم لأراك عثمان لحياني ـ تكلم لأراك ================================================================================ عثمان لحياني on 05:20 10.06.2020 عثمان لحياني عندما تجد تاجرا فاسدا لاتشتري بضاعته ولاتناقش السعر ، فقد دس فساده في البضاعة أو في سعرها، وبالتأكيد سيغشك في الصفقة المقبلة .لم يعد هناك مبرر لمناقشة المسودة الدستورية "المسَوْدَة" وقد بان أن عرابها أممي يبشر بمذهب جديد هو الالحاد السياسي الذي يربط الوثيقة الأساس للدولة والمجتمع بحبل المواطنة في المطلق دون القيم الأساس للمجتمع.ينبع هذا المذهب السياسي من "فكر الادماج " الكولونيالي ، وهو بالتقريب نفس التصور الذي يطرحه الكيان الاسرائيلي على الفلسطينيين من سكان الخط الأخضر (عرب48 داخل القدس)، عندما يعرض عليهم "مواطنة دون هوية "، ليصبحوا "مواطنين لا مؤمنين".من الملاحظ أن هذا المذهب يصلح للكيانات التي تعمر أرضا ليست أرضها وتتعامل مع جغرافيا بشرية غير متجانسة (وهذا ليس وضع الجزائر)، كما في حالة أمريكا في أرض العالم الجديد ، وفرنسا في الجزائر في الزمن الاستعماري ، والكيان الاسرائيلي في فلسطين ، لأن فصل الانسان والأرض عن هويتها واعطائها العناوين المواطنية يكون الخيارالأسهل لصناعة هوية جديدة .ابعاد عناصر الهوية من الدستور ينطوي على تبعات قانونية أيضا، بحيث تصبح التشريعات غير مرتبطة بالضرورة بالاعتبارات القيمية للمجتمع ، وهذا يوضح وجود خلط بين مفهوم المدنية والمواطنة .تتغذى المواطنة بالاساس من العناصر الأساسية التي تشكل الشخصية الوطنية ، والمواطنة منجز وليست قيمة، تتطلب بالأساس، تعادلا بين الحقوق والواجبات وبين الحرية والقانون ،في حالة الجزائر تحقيق هذه المعادلة مازالت بعيدة جدا ، لذلك فان الساتر الذي يظل يقي الجزائريين من عوامل التعرية هي عناصر الهوية الجامعة والمانعة، مع أن الجزائريين لم ينتهوا بعد، بسبب تراكم المخلف الكولونيالي واخقفاقات التأسيس ، من مجهود انزال عناصر الهوية محلها الذي يليق.