عبد الجليل بن سليم ـ الحراك الشعبي...بين Frantz Fanon وDavid Galula.....و فيلم الأفيون والعصا
بواسطة 2020-02-23 01:16:04

عبد الجليل بن سليم
في قول واحد كل من Frantz Fanon و David Galula هما الوحيدان اللي فهمو التركيبة النفسية و العقلية للجزائري كان لي الحظ أن اطلعت على معظم دراستهما حول المجتمع الجزائري و بسببهما فهمت و عرفت أهم شيء في تركيبة الانسان الجزائري .
أثناء الثورة التحريرية كلهما أراد إستقطاب الشعب لفكرته الضابط David Galula صاحب فكرة la sas أراد تدجين الثورة و الدكتورFrantz Fanon أراد أن يكون سبب في تحرر الجزائر عن طريق تحليله للمقهورين و يعرف المقهور كيف يتخلص من هدا القهر رمزيا و فعليا.
كيف نسقط هدا الجدال العلمي على الحراك الشعبي ؟؟ و كيف سوف نستفيد ؟؟!!!
الفرق بين Fanon وGalula هو كيف ينظران إلى دوافع الشعب الجزائري.
يرى Galula السكان الذين يؤمنون بالثورة هم على ثلاث مجموعات: (أقلية نشطة من أجل القضية) ، (أغلبية محايدة) و (أقلية نشطة ضد القضية). لا تزال الغالبية المحايدة تعمل لدعم جانب أو آخر (أو كليهما) لأن التمرد أو الثورة هو شكل من أشكال الحرب يجب أن يشمل جميع السكان في الجزائر لا يُسمح لأحد بالبقاء محايدًا ومشاهداً
و هدا بالضبط ما حدث في الحراك و ما فعله النظام منذ إستقالة بوتفليقة النظام يعرف بانه هناك فئة قليلة نشيطة أراد الضغط عليها باستعمال سلطة العدالة, في الحراك كان هناك أغلبية محايدة النظام إسثمر فيها عن طريق ابقائهم في الحياد و هذا عن طريق إستعمال خطابات سياسية متعارضة حيث لا تعرف بالضبط ماذا يريد النظام هل هو مع الحراك أم هو ضد الحراك هل الحراك شيء مسالم لا يمثل خطر أو العكس و هناك أقلية نشطة ضد الحراك هذه الأقلية التي استعملها النظام لكي يبرر وجوده و بهذه الطريقة إستطاع النظام أن يسيطر على الوضع و مرر الانتخابات الرئاسية .
هنا السؤال هل الحراك ضعيف ؟؟ هل الحراك سينتهي بطريقة ترضي كل الأطراف بما فيها النظام ؟؟ هنا الدكتورFanon يقدم طوق النجاة :
الدكتور Fanon يرفض فكرة الأغلبية المحايدة في سنة 1959 كتب مقال (المقال موجود في كتابه L'An V de la révolution algérienne ) و قال فيه بان الشعب الجزائري يعتبرون أنفسهم أسياد حتى و لو كانوا تحت الإستعمار، إن المجتمع الجزائري مجتمع زراعي ، العمل في الزراعة و معرفته و احترافيته جعلته دائما يرى نفسه حرا و سيدا (هده Fanon جابها من عند Friedrich Hegel اللي قال أن السيد أصبح عبدا عند العبد لان العبد تحرر من قوة الطبيعة عن طريق استعمالها مثلا الريح استعملها لكي يخرج الماء لكن السيد ليزال عبدا للطبيعة ) و في نفس المقال الدكتور يسترسل و يقول أن الفردية مستحيلة في الجزائر خلال التمرد لأنه خلال الحروب ضد الاحتلال الأجنبي ، تتوحد القومية و تصبح المصالح الشخصية جزءًا لا يتجزأ من المصالح الجماعية و هدا ما جعل الشعب الجزائري عرضة لمجازر قام بها مليشيات و لم يسلم منها أحد حتى المحايدون هدا السلوك الإجرامي للمستعمر جعل المحايدون يفكرون أن الثورة في صالحهم على عكس Galula الذي كان يعتقد بان المحايدون يمكن ربحهم
الدكتور Fanon يرى أن المحايدون الذي مالوا للثورة كانوا يمثلون تمسك الشعب بالاعتقاد السائد بانهم تحت إحتلال و يجب الإستقلال لكن هؤلاء المحايدون يحتاجون من يوضح لهم أن الإستقلال سيكون في مصلحة الجميع (الشعب ) لان الكفاح ضد المستعمر الذي لا يفرق يجب أن يتضافر فيه جهود كل الشعب. هدا السلوك شاهدناه في فلم الأفيون و العصا الشيخ الذي يجلس على رصيف القرية لم يكن مع فرنسا و لم يكن مع الثورة لكن عندما سمع بان ابنه تم القبض عليه و بدون أي تفكير ساعد الثورة بطريقته .
نفس الشيء يحدث الان في الحراك إن الفئة المحايدة عندما بدأ الحراك كانت تؤمن بان الحراك شيء إيجابي و مهم لكن لسوء الحظ لم يكن هناك من يشرح لها أن الحراك لا يمثل خطر لكن سياسات النظام و سلوكه قدم خدمة للحراك بدأت هذه الفئة تميل إلى الحراك و هنا يجب الحفاظ عليها عن طريق اعطائها الفرصة أن تعبر لمهدا كانت خائفة و في نفس الوقت علينا تبديد مخاوفها و هناك وسيلة واحد يمكن أن تفعل هدا : كتابة مطالب الشعب و شرح فكرة الحراك بلغة يفهم كل الشعب .
شوهد المقال 324 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك