سعيد لوصيف ـ الموقف من غير لفّ و لا دوران...

د. سعيد لوصيف
لا يوجد هناك أحسن توصيف للأنظمة التوتاليتارية من أنها تفتد لأيّ مشروع بناء ، ففي كلّ مرة وعبر مختلف الحقب التاريخية و اختلاف المجتمعات والثقافات ، لمّا تستشعر بوعي مجتمعي يهدّد كيانها و وجودها ومصالحها، فإنها تلجأ الى تفعيل العنف وتعميمه لترعيب المجتمع بالقوة و استدراج الأفراد والجماعات إلى مساحات الكراهية ، والإقصاء والجهوية و العصبية وإلغاء الآخر.
إنّ ما حدث اليوم بعدد من الولايات (باتنة، البرج ، عنابة، وهران، قسنطينة، جيجل...) من ترهيب و عنف مادي ممارس من قبل بلطجية ، إنّما يؤشر مرّة أخرى على تهاوي الدولة – الوطنية و تآكل هياكلها نتيجة صراعات عصب و مجموعات مصالح تحاول نقل العنف إلى مستويات أفقية في المجتمع. و عليه، فإنّه من الضرورة بمكان، أخلاقيا و فكريا وسياسيا، التنديد بهذه الممارسات، و التعبير بقوة عن المخاطر الكبرى التي قد تنجر عنها، وعن استراتيجيات الحكم بالقوة التي يراد منها فرض الهيمنة على مجتمع بأكمله، وكذا التعبير عن مخاطرها في زعزعة الروابط المجتمعية، و تماسك النسيج الاجتماعي.
شوهد المقال 454 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك