أحمد حمادة ـ لقاء القتلة في طهران
بواسطة 2019-02-26 23:12:42

العقيد أحمد حمادة*
رغم الصراع الإيديولوجي المزعوم بين قادة طهران ونظام البعث العلماني في دمشق والذي يقوده نظام الأسد إلا أن التحالف كان سمة المرحلة منذ وصول الخميني للحكم وحتى هذه المرحلة .
فحزب البعث العربي الإشتراكي كما هو مسمى قومي علماني وهذا يناقض فكرة الثورة الخمينية التي قامت على أساس الجامعة الإسلامية إلا أن الطائفية هي جمعت بين الحليفين
فإيران ومنذ وصول ملالي قم للحكم أرادت الإتكاء على مبادئ مقبولة لشعوب المنطقة فكانت فلسطين والعداء الشكلي لإسرائيل وأمريكا ولم تطول المدة حتى تكشفت هذه الأكذوبة من خلال الدعم العسكري الذي قدمته أمريكا وإسرائيل لإيران خلال الحرب العراقية الإيرانية التي إندلعت شرارتها في أيلول 1980من خلال فضيحة إيران كونترا وكذلك إنكشفت دعاوي حزب البعث القومي الذي يديره المقبور حافظ الأسد من خلال الدعم بكل أشكاله لملالي قم بما فيه الدعم العسكري والإقتصادي وتبادل الخبرات وتزويد طهران بالصواريخ التي قصفت بغداد .
فالتعاون الإيراني السوري أخذ منحى مختلفاً بدأ بالتعاون في مجالات محدودة وأضحى اليوم احتلالا تحت عنوان مايسمى تحالفا بين أعضاء حلف المقاومة والممانعة حيث تقيم إيران القواعد العسكرية وتنشر الفكر الطائفي في سوريا بدعوى المقامات الدينية وحمايتها
فقاسم سليماني الذي شكل عددا كبيرا من الميليشيات الطائفية من أفغانستان وباكستان والعراق ولبنان ودعم تدريبها وتسليحها بلغت بحدود ( 120000) ألفا من عناصر الميليشيات الطائفية للقضاء على ثورة الشعب السوري ومطالبه المحقة في العدالة الإجتماعية والحرية والكرامة الإنسانية .
فالوقوف الإيراني إلى جانب الأسد الذي قتل الشعب السوري وهجر الملايين ودمر المدن والقرى ما هو إلا وقوف طائفي قذر وللسيطرة على سوريا التي تحتل موقعا جغرافيا مميزا ولن ننسى ماقاله المعمم أحمد مجتبى بأن سوريا هي المحافظة رقم 35 لإيران وما يفسر هذا القول هو الزيارة المشينة (لرئيس سوريا ) حيث غاب الطابع الرسمي والبروتوكولي عن الزيارة فلا رفع أعلام ولا وفد مرافق كالزيارة التي يقوم بها إلى موسكو فهذان البلدان هما قطبي الإحتلال والهيمنه على سوريا.
ولكن الزيارة اليوم تأتي لترسل رسائل لأؤلئك المهرولون الذين يريدون إعادة العلاقات مع قاتل بدعاوي تقول بأن إعادة العلاقات مع الأسد وإعادة النظام إلى وضعه السابق خطوة لكي يبتعد عن تحالفه مع طهران. فهي تثبت مرة أخرى بتابعية هذا النظام لثنائية سيطرة ملالي قم وبوتين على سوريا إقتصادياً وسياسياً وعسكرياً لهما .
والرسالة الأخرى تقول بأنه لن يبتعدعن علاقاته الحميمية مع طهران وبأن الزيارة أتت بعد توقيع إتفاقيات عسكرية لتحديث الجيش وإعادة بناؤه ولقوننة الوجود العسكري الإيراني كما هو الروسي بموجب الإتفاقية التي أبرمها وزير الدفاع الإيراني باقري مؤخرا وكذلك الإتفاقيات الإقتصادية في الفوسفات والغاز والنقل وإعادة البناء ولتقديم فروض الطاعة والشكر لمن قدم الدعم المادي المقدر ب 35 مليار دولار كمساعدات لكي تستطيع هذه العصابة القضاء على تطلعات الشعب السوري .
فالإيرانيون بتطلعاتهم يريدون إعادة الإمبراطورية الساسانية من خلال خلق تابعين لهم كما كانت أيام ملوك الحيرة ينفذون سياساتهم التي يرسمونها والصورة التي خرجت من لقاء الأسد مع قادة طهران تقول ذلك.
* محلل استراتيجي
شوهد المقال 1009 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك