فارس شرف الدين شكري - هذا المقال ليس موجها للسذّج الذين خرج أسلافهم في 62 للاحتفال بعيد استقلال واهم...

فارس شرف الدين شكري
لن أدخل في لعبة التبارز حول التنبؤ بإقالة التوفيق،وإعلان موته ، كما يحلو لبعض الزملاء فعله، لأنني حين كنت أكتب عن هذا في الايام الفارطة، أتهمت من قبل بعض بيادقة المرحوم التوفيق، بانني "أُقوّد" لجهة بعينها، من دون مقابل،ورددت على هذا بأن في هذا شرفٌ لي، لانني لا أنتهج سياسة "التفكير بخيرات الاستقلال، مقابل ثورة التحرير" التي قدناها في هذا الفضاء منذ أزيد منذ 7 سنوات،وعرّضنا فيها أنفسنا وعائلاتنا للخطر وللعزل وللتهميش، والجميع كان يرى فينا أناسا مجنونين، من شدة خوفهم وهلعهم من ذكر إسم الجنرال توفيق في حدّ ذاته، فما بالك وأنت تنتقده وتنتقص منه، ومن هيلمان الأشباح الوسخة التي صنعها واضاع بها البلاد،وعلى راسها أكبر وسخ عرفناه "عبد العزيز بوتفليقة" !!.
وكبداية،ومن أجل القضاء على أي لبس، هل يُعقل فعلا،أنه،وفي ظل تواجد الإعلام الحُرّ وهذا الفضاء الذي أسقط دولا بأسرها،أن نسمح لأنفسنا بالتسويق لفكرة إقالة الجنرال التوفيق،على يد رجل معوّق منتهية صلاحيته أكثر من صلاحية المُقال؟ هل سمعتم في هذا البلد بشيخ عتيد في الحكم يترك مكانه لشيخ أكثر منه مرضا واعتلالا، بل لرجل صنعه هو ذاته؟ لا تتعبنا رجاء يا ايها الشعب المسكين. متى تدرك أنك لا تدرك شيئا؟ إنّ إقالة التوفيق التي أُعلن عنها رسميا اليوم،وتم إسناد المهمة فيها للرئاسة منطقيا، هي أول خطوة نحو تحرير البلد قام بها ابناء مؤسستنا العسكرية الشباب الذين تحينوا هذه الفرصة منذ عدّة سنوات، ولم تواتيهم إلاّ منذ أشهر، بعد إحالة العديد من الجنرالات المجرمين إلى التقاعد وسجن الأخطر منهم الذين كانوا تحت يد التوفيق،والذين قد يشكل تنحية (ربهم) خطرا على البلد، خطرا اكبر، وعلى رأسهم، الجنرال (الجن)، الذي يقبع في السجن الآن. إنّ تنحية الجنرال التتوفيق، جاءت بعد ضمان تنحية عبد العزيز بوتفليقة ذاته،هذا المقبور الذي يتاجر منذ أزيد من 10 سنوات أخوه السعيد باسمه، ويبيع الوطن بالتجزئة لفرنسا هو الآخر، بعدما باعها قطب التوفيق بالجملة للإليزي. ولم يكن ليتأتى كل هذا، إلا بعد توبة الجنرال القايد صالح، هذا الداهية الذي احتمى به ذلك الشباب الثائر في المؤسسة العسكرية على امتداد الاستعمار الفرنسي للبلد منذ 1830. أعتقد اننا سنشهد تاريخا جديدا قريبا لتحرير الجزائر الفعلي، وسيحتفى باستقلال هذا البلد في 62،صوريا فقط، بينما سيحتفى بالاستقلال الفعلي مستقلا.
يمكننا أن نتحدث ضمن سياق الحديث طبعا، عن الملفات الخطيرة لرجالات المخابرات التي زرعها التوفيق في أجهزة الدولة،والتي بها اسماء إعلامية وثقافية وتجارية ورياضية كبيرة، لطالما اغتنت من وراء جهاز مخابرات "حاسي مسعود"، بالداخل والخارج، والتي تحصي مخاوفها ابتداء من هذا المساء،وتُحضِّر للهرب خارج البلد: ربراب، حناشي، حفيظ دراجي،انيس رحماني، حدّة حزام،امال بوراوي...إلخ، ومن سيتبعهم لاحقا من كلاب السعيد، بعد نتحية بوتفة :علي حداد، فوضيل تاع الشروق،بن تركي...إلخ، والعديد من الأسماء التي اشتغلت في كل الحقول، والمقدّرة بأزيد من 250 ألف شخصا، تورطوا في جرائم قتل وتهريب أموال،واختطاف وعزل وإقالة مسؤولين نزهاء،والاستيلاء غير القانوني على الأراضي، والذين تمّ حرق أزيد من 400.000 شريحة هاتف خاصة بهم،وكانت على اتصال مباشر مع الجنرال التوفيق، والذين يستحوذ الضباط النزهاء الذين يقودون حركة التحرير على لائحة بأسمائهم يمكن استعمالها في حالة ما إذا ...!!
العديد من الأسماء الكبيرة وحتى الأسماك الصغيرة المتورطة، ستتنفش الصعداء وهي تعتقد بأن وثائق الفساد بكل أنوعها: من الدعارة إلى تهريب الأموال إلى المتاجرة بالمخدرات، إلى تهريب قروض الاستثمار الخيالية التي مُحيت من مذكرة المتابعة القضايئة والمالية، إلى الجريمة المنظمة التي قتلت فنانين ومفكرين وصحافيين جزائريين، والتي جعلتهم بيادق في يد المخابرات..العديد من هذه الأسماء ستعتقد بأنها ستتنفس الصعداء،وأنها لن تُحاسب بعد اليوم، والذين لن يفلتوا من العقاب مستقبلا، فقد أثَّــث بهم بوتفليقة للفساد الذي كان هو المسؤول الأول عنه، بعد الجنرال التوفيق... لن يفلت منهم أحد أمام دولة القانون التي ستفرض نفسها حتما مع الوقت، إذا قُدر للظروف الجميلة أن تدخل هذا البلد أخيرا. كل المؤشِّرات تنبيء بذلك، رغم اعتيادنا على سرقة كل ما هو جميل في هذا البلد !!!
نهاية من كان يعتقد بأنه رب الجزائر، ستعقبها نهاية الكلب الذي صنعه هذا الرب لاحقا...ستبدأ هجرة البيادق، الواحد تلو الآخر ابتداء من الغد، وستعلن حالة الطوارئ القصوى - سريا- في المطارات ابتداء من الغد: يمكن مشاهدة الفيلم علانية خلال الساعات القادمة بمطار العاصمة، وخاصة بالمطارات الدولية الصغرى !!
لقد كثفت الديبلوماسية الفرنسية من زياراتها هذه الأيام، وقد قلنا هذا عشرات المرات، من أجل إنقاذ بيادقها الاقتصاديين بكل الطرق،والذين جعلوا الاقتصاد الجزائري، بعدما كان يعتمد على البترول في بداية السبعينات بنسبة 40 % فقط، يعتمد عليه في 2015، بنسبة 98 % واستحواذ فرنسا على قيمة 80% منه تقريبا .كانت الديبلوماسية الأمريكية تشاهد هذا كله من خلال مكتبها بالعاصمة،وتستدعي من تشاء إلى سفارتها. حاول ربراب خلق زعزعة عبر أزمة سكر حقيرة من أجل تتفيه حركة التغيير وإشعال الشارع خلال الايام القادمة، مدفوعا من التوفيق الذي يتاجر له بأمواله،لتأديب بوتفليقة والضباط الأحرار الشباب، من أجل المرور فيما بعد إلى تعميم الأزمة على المواد الغذائية الأساسية التي منحته المخابرات الضوء الأخضر لاحتكارها بكل الوسائل،وبقتل اي مستثمر قد ينازعه فيها، ولكنه فشل،وخلال الايام القادمة ستحل هذه الأزمة بسهولة تامة، بعد الضغط على ربراب وعلى الجهة المانعة لإدخال هذه المادة إلى السوق، وتكديسها في الموانيء عنوة.
ستخسر فرنسا حربها ضدنا لأول مرة منذ موت ديغول. وأما من خسر ضميره من ابنائنا، وباع نفسه للشيطان، فهو يتباكى اليوم على مصيره الأسود.
التغيير لن يكون سريعا، وتطهير مؤسسات الدولة لاحقا، بكل المسؤولين الجبناء، وغير الأكفاء، أصحاب الشهادات المزورة التي طُُبعت ببن عكنون، لن يكون سريعا، وأتوقع أن يتم كل هذا خلال السنتين القادمتين، بيد أنّ منح روح جديدة لهذا الشعب الساذج المسيكين، بمجرد الإعلان عن الموت النهائي لمخلفات فساد جهاز المخابرات النابع من دموية التسعينات التي شارك بها الدموي " طرطاق" الذي يقعد اليوم على كرسي فارغ بلا أي قيمة، في انتظار تخييره بين الموت أو لعب دور الأرجوز الأبله، سيمنح هذا الشعب نفسا جديدة لصناعة مستقبله لاحقا على أساس متين، قاعدته: التعليم الجيد، الفلاحة الصناعية، والسياحة الحديثة،وهوالمستقبل الأضمن والأنجع، تحت راية : الجزائر المحررة أخيرا من نير الاستعمار الفرنسي.
شوهد المقال 2199 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك