أحمد سعداوي - كلينت ايستوود American Sniper 2014"
بواسطة 2015-01-28 21:58:12

#أحمد_سعداوي
مساء البارحة شاهدت على اللابتوب فيلم "American Sniper 2014". عمل كلينت ايستوود الذي أثار ويثير ضجة، بالاضافة الى الايرادات العالية في شبّاك التذاكر.
في بالي أشياء كثيرة تخلّفت بعد مشاهدة الفيلم، لن استطيع ذكرها كلها هنا، وإلا تحوّل الى مقالة طويلة ومملة ربما:
ـ الفيلم متقن فنياً، آداء برادلي كوبر "قنّاص اميركا في الرمادي" وتجسيد الصراع النفسي شيء هائل ومؤثر فعلاً. الفيلم كله هو صناعة فخمة، كما هو شأن السينما الامريكية.
ـ الفيلم كما يبدو لي "تعبوي". يقدم دعاية مؤثرة لبسالة الجيش الاميركي، وفرقة القنّاصين، ويلمّع من صورة القوة العسكرية، وربما يشجع الشباب الاميركي على الالتحاق والتطوع بالجيش. وهذه سياسة موجودة وقديمة بالتنسيق بين المؤسسات الكبرى؛ الكنيسة، الجيش، والصناعة الهوليوودية الأكبر في العالم.
ـ اختار ايستوود، مخرج الفيلم، أن لا يشير بشكل مباشر الى الجوانب الأخرى من الحرب التي كانت تديرها اميركا في العراق. غير جانب البطولة والفداء والتضحية عند الجندي الاميركي وبسالته في الدفاع عن اميركا حتى لو في آخر الارض.
ومن حق المخرج، والمؤسسات الداعمة لخطابه، ان ينقل الصورة التي يريدها، ولكن سيكون من الغريب أن يدعي بأنه ينقل في الفيلم قضية إنسانية عامة.
ـ بغض النظر عمّن واجه الاميركان في الفلوجة والرمادي في الفترة التي يغطيها الفيلم، ولكنهم ليسوا مجرد حقل ارانب لصيد القناص. ومن المستحيل، ومن غير الانساني الادعاء بأن كل من في هذه المدن كانوا وحوشاً ويمثلون الشر، ازاء الخير الذي يمثله الجندي الاميركي. ومن غير المعقول، مع التقارير الكثيرة وحتى المحاكمات التي حصلت لجنود اميركان، أن يتم غض الطرف عمّا ارتكبه الاميركان هناك من جرائم واخطاء، ساهمت في جانب منها في زيادة الخسائر الاميركية.
ـ يقول ايستوود في احد تعليقاته بأنه كان مهتماً بتصوير الصراع الداخلي لدى كريس "القنّاص" اكثر من تصوير الحرب نفسها، وهذا من حقه، فلا يمكن لك ان تحشر في فيلم واحد كل شيء. ولكن كان من الممكن على الاقل تسريب اعتراضات على الحرب كجمل حوارية على لسان شخصية ما داخل الفيلم، لخلق نوع من التوازن في الخطاب، وللأسف لم يكن هذا واضحاً.
ـ لأننا لا نملك سينما قوية ولا سوق لترويج اعمالنا، فسنبقى مستهلكين لوجهة نظر الآخر عنا. نستمتع بمشاهدة افلام لا تتحدث بانصاف، وتمارس الاختزال والتبسيط لقضايانا والقصص التي تمثّلنا. ولنبقى، في هذه الافلام، مجرد خلفية شاحبة لحركة أبطال اميركان.
ـ ملاحظة خارج الفيلم: القناص كريس كيلي قتل أكثر من 200 عراقي. أغلبهم في الرمادي والفلوجة، وحوالي 45 شخصاً في مدينة الصدر. ويعتبره الكثير من الاميركان "اسطورة" وبطلاً قومياً.
شوهد المقال 2117 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك