حكيمة صبايحي ـ أنواع النخب وثورة شرف شعبية مصنفة استثنائية في تاريخ البشرية
بواسطة 2021-04-07 02:14:17

حكيمة صبايحي
لفت انتباهي تصنيف شاب جزائري من شباب ثورة الشرف الشعبية السلمية الراهنة، وهو دون الثلاثين، للنخبة، وقال: "توجد نخبة توفيقية ونخبة شعبية، وعلى النخبة الشعبية أن تتولى زمام الأمور". تصنيف أصفه في البداية بالذكي، ولكن أضيف إليه صنفا ثالثا من النخبة، وهو "المعلق ليس من عرقوبه إنما من طمعه" هذا الصنف هو غير المنحاز لأي طرف، المتموقع في حياد الوسطية، قدم في الحماية التوفيقية، وقدم في إمكانية انتصار الثورة الشعبية، لا يريد أن يخسر طرفا، وفي الثورة الشعبية، هذه الطبقة المتوسطة في النخب كلها، هي أكثر الخاسرين ولكل شيء، أكثر حتى من النخبة التوفيقية الخاسرة مهما كانت مآلات الثورة الشعبية، وكل الثورات الشعبية منتصرة بإذن الله، مهما طل الزمان. أخطر النخب هي التي ترفض الألوان كلها ليس لقناعة مثلا، أن الوطن يجمع كل الألوان ويتسع للجميع مهما اختلفوا، إنما كي تصطف لاحقا مع المنتصر.
الشق الثاني من مقولة الشاب الثائر دون الثلاثين: "على النخبة الشعبية أن تتولى زمام الأمور". كم جميل لو بمجرد كتابة العبارة، تتحقق المعاني، ولكن الحياة لا تخضع لرغبة الكلام/المتكلم، لها نواميسها الخاصة وتتبعها مهما استغرقت من وقت، بالتفصيل الممل، لا تقفز على التاريخ لتراعي رغبات ومشاعر الناس مهما كانوا أقوياء بالسلاح وبالمال، أو فقط مهما كانوا أتقياء/متقين وصادقين ونزهاء. والثورة كما الحياة وهي متضمنة فيها. تتنفس الحياة من خلال الثورات، هواء التحدي والمقاومة والاجتهاد من أجل الحرية والكرامة وكل القيم التي تحمي الإنسان من الافتراس، وتحمي الأوطان من التلاشي، في الحالة الجزائرية، ماذا يمكن للنخبة الشعبية أن تفعله غير الانخراط الكلي مع الشعب في مسيراته التي تحمي قوتها الجميع، وتتلو جماعيا مطالب الشعب؟ في ظروف من القمع المنظمة التي لا يمكن فيها إجراء ندوة حوارية في الشارع دون اعتقالات، لا حل آخر لأي طرف، إلا الثبات على حق التظاهر ورفع الشعارات التي تعبر على مطالب الثورة، وإذا كان هناك من عليه أن يتصرف وبسرعة، فهي السلطة غير الشرعية العسكرية الحاكمة، على أن يكون كل ما تفعله، فهو تقديم خريطة طريق لتنحيها عن الحياة العامة للشعب الجزائري، في هذه الحالة يمكن للنخبة الشعبية، وبتفويض من الشعب الجزائري أن تتولى زمام الأمور، بمنتهى الوفاء لمطالب الشعب الجزائري الثائر لأجل استكمال الاستقلال وتحقيق السيادة الشعبية، والانتقال السلس إلى مرحلة حقا مدنية حرة ديموقراطية.
شوهد المقال 134 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك