جباب محمد نورالدين ـ الانتقال الديمقراطي :من يقدم الضمانات ؟
بواسطة 2021-03-24 00:39:50

د . جباب محمد نورالدين
بعض الشعوب عرفت تجربة الانتقال الديمقراطي التي تعد، إن صح التعبير، من شروط ومرتكزات الثورة السلمية التي تعتمد على التفاوض من أجل الانتقال السلمي للسلطة ، وتعد المؤسسة العسكرية احدي المعضلات التي تجابه الانتقال الديمقراطي والسلس للسلطة ، لكن تجارب الانتقال الديمقراطي الناجحة كانت من خارج العالم العربي الذي لم يعرف بعد هذه التجربة باستثناء السودان الذي لا يزال يترنح ويراوح في المكان .
هنا لابد من التذكير أن تجربة الانتقال الديمقراطي ليست "ستاندار" ليست وصفة جاهزة يمكن استنساخها ،فلكل بلد خصوصيته وتجربته التاريخية الخاصة، فعندما نتحدث عن الجزائر فهي ليست البرتغال مثلا لأن المؤسسة العسكرية في الجزائر لا ترى نفسها مؤسسة عسكرية بالمعنى الضيق للكلمة فهي تعد نفسها مؤسسة وطنية بالمعنى الواسع بوصفها سليلة جيش التحرير الوطني من جهة ومن الجهة الأخرى الدور الكبير الذي لعبته أثناء مهام البناء الوطني في مراحل مختلفة ، هذا الإرث التاريخي جعلها ترى نفسها وصية على الدولة والمجتمع وهذا يطرح الكثير من الصعوبات ، بصرف النظر عن هذه الخلفية ، لنفترض ونسلم أن المؤسسة العسكرية مقتنعة بالانتقال الديمقراطي ، وبما أن السلطة لا يتم تسليمها واستلامها في الشارع، بل تسلم إلى هيئات ومؤسسات نابعة من الإرادة الشعبية،فمن هي الجهة : أحزاب أو هيئات نابعة من الإرادة الشعبية وتمثل الإجماع الوطني التي بوسعها تقديم ضمانات وتطمئن المؤسسة العسكرية ؟
شوهد المقال 349 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك