عبد الجليل بن سليم ـ الخطاب العاطفي خطر على الحراك وعلى الافراد
بواسطة 2021-03-23 23:48:07

د. عبد الجليل بن سليم
باش توصل الفكرة، نحكيلكم على حوار دار بين أفلاطون Plato و الفيلسوف السفسطائي غورغياس Gorgias (ملاحظة الفلسفة السفسطائية هي فلسفة تعتمد على الحوار الجدلي الذي يظهر عليه العقلانية لكن نتيجته ليست منطقية و هدا راجع إلى أن الفلسفة السفسطائية تتلاعب بعرض الحقائق لكي تغيب الإستنتاج الذي قد يعطي نتيجة لا يريدها السفسطائي بن رشد مسميها المغالطة و كانت أساس رده على أبوحامد الغزالي )
كان Plato وGorgias في مدينة Larissa اليونانية التي تعرضت لاحداث شغب أراد Gorgias أن يقنع Plato أن الفوضى هي وسيلة قد تكون ناجحة في جلب عدد أكبر من المتعاطفين (لاحظوا أن في الفوضى أكبر خطاب ينتشر هو الخطاب العاطفي يا إما لجمع الناس أو لتفريقهم في الحالة الاولى الناس تريد حقوقها باي وسيلة و في الحالة الثانية الناس تريد أمنها لهدا أي حركة تراها تهديد لامنها) لكن Plato رد عليه و قالو : في حوار حول خطورة الافراط في الاكل الطبيب مستحيل يربح الطباخ إدا كان الجمهور اللي يشوفو في الحوار مجموع من الجيعانين و في حوار حول الامن، العسكري سيقنع أكثر من السياسي إدا كان الناس التي تستمع للحوار ناس تخاف من ضياع مكانتها الإجتماعية و ما تحمله من امتيازات .
منذ الشهر الثاني للحراك الشعب رافض أي فكرة أو مشروع يساهم في هيكلة الحراك من الداخل (أقول هيكلة ماشي تمثيل ) و كل كلام منطقي حول هذه الفكرة يقابلها وابل من الشتائم ، الان بعدما خرجت شعارات لا تخدم الحراك خرج ناس و تكلموا بعقلانية قابلتهم أمواج من التخوين، هدا السلوك هو تحصيل حاصل للخطاب العاطفي الذي نسمعه سواء من التيار الديمقراطي يساري أو ليبرالي و من تيار الاسلام السياسي، الناس تريد أن تسمع ما تحب (رانا ماشن في حصة تحية لمن تحب ) الجزائر تعيش حركة تغيير لهدا يجب أن نتكلم على الاشياء كيف يجب أن تكون و لا نتكلم على الاشياء كيف نحب أن تكون و لكي نتجنب هذه الصراعات سؤالي هو ؟؟ هل هناك من تكلم على معنى التغيير السياسي ؟؟ تيار الاسلام السياسي التغيير الذي يريده نوعان هناك من يريد تغيير يساعده في تطوير فكرة التعايش مع النظام مهما كان هدا النظام و هناك من يريد تغيير يكون في إسقاط الدولة من أجل إرساء نظام أخر و بكل وضوح فكرة الخلافة !! ماشي مشكل، الناس هادم ماهم عادلين كما الخلافة الراشدة ، و لا عندهم تنيظم إداري و سياسي كما الخلافة الأموية ، و لا عندهم قابلية للتحضر كما الخلافة العباسية و لا عندهم القابلية لانفتاح و التعايش كما الخلافة الأموية في الاندلس و أمبعد يجي يقولك نريد الخلافة !! وش من خلاف حاب و أنت منقطع عن تاريخك.
أما التغيير عند التيار الديمقراطي يساري أو ليبيرالي هو كيف نعمل من أجل إقصاء من لا يتفق معنا و في الحقيقة هدا التيار السياسي لا يريد التغيير السياسي بلي يريد تغيير الهيكل الإجتماعي لمجتمعنا مع كل الابعاد التي تشكل مجتمعنا هدا التيار السياسي هو إمتداد لنظرة إستعلائية على الشعب ورثاها هدا التيار من الإستعمار قول الدكتور المسيري: إن نخب ما بعد الاستعمار في مصر و العراق و تونس و الجزائر في حقيقتها نخب جسرية ، بمعنى أن هذه النخب في وقت كان يجب أن تكون عامل وعي للشعب إلا أنها أصبحت عبارة عن جسر أو جعلت نفسها جسر لكي يمر مجتمعها المتخلف إلى المجتمع المتنور المتفتح و هي تستعمل أدوات لكي تكون جسر منها أنها لا تفكر في إطار الأبعاد التي تشكل هوية المجتمع و لا تتكلم لغته و و بالتالي خلقت هذه النخبة لنفسها صور و انسلخت عن مجتمعها والنتيجة هي أن المجتمعات لا تقبل أي فكرة من هذه النخبة حتى و لو كانت في الصالح العام .ويضيف الدكتور المسيري: إن حقيقة هذه النخب حتى و لو لم تكن تلبس اللباس العسكري فهي نخب عسكرية، نخب ما بعد الاستعمار ترى نفسها متفوقة على الشعب و لها نفس البناء المعرفي للعسكر وهو التسلط .
في الاخير : إدا كانت السنة الأولي لحراك عرف الشعب فيها أن النظام هو من أفسد الدولة و الشعب أصبح لا يخاف من هدا النظام ، و في السنة الثانية ترسخت فكرة السلمية فان السنة الثالثة للحراك يجب أن تكون سنة الكلام على التغيير الذي يريده الشعب و الكلام يجب أن يكون بعقلانية . في السياسة يقولك مد للشعب وش يحتاج ما تمدش للشعب وش يحب .
شوهد المقال 402 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك