جباب محمد نور الدين ـ السير في الاتجاه المخالف و المسدود
بواسطة 2021-03-06 01:55:53

د. جباب محمد نور الدين
قبل سفري إلى الشرق وإقامتي المؤقتة فيه للدراسة ،كنت قد قرأت عن الاستبداد الشرقي كما وصفه "هيغل" وبعده " ماركس" كنت أميل إلى تفسير ماركس بحكم الشباب و الحماس، لكن وأنا في الشرق ومعايشتي للأحداث و الوقائع تحررت من أوهام كثيرة لأني عشت في قلب الملل و النحل و الطوائف و الاستبداد والظلم والقهر و الإذلال و امتهان كرامة الإنسان .
بعد مذبحة مدينة حماة التي دكت بالطائرات والدبابات و راح ضحيتها في ليلة واحدة عشرات الآلاف من النساء و الأطفال ، تعرفت على طالب بكلية الهندسة بجامعة دمشق، حدثنا كيف تم في تلك الليلة بمدينة حماة اغتصاب شقيقاته الأربع ووالدته من طرف الميليشيات التي كانت تسمى " سرايا الدفاع " التي كان يقودها المجرم" رفعت الأسد" .
نعم اغتصبوا أربع شقيقاته و والدته وهي ليست حالة معزولة لقد اغتصبوا في تلك الليلة الكثير من النساء من طرف الميليشيا " سرايا الدفاع" وهي مليشيا علوية ، عدت من المشرق برؤية أخرى مغايرة ومختلفة، وكنت أقول يجب، نحن الجزائريون، أن نسير في طريق آخر ووجهة أخرى، و إذا كان لابد من لقاء مجموعة بشرية واسعة، وهي من مطالب العصر، فالحديث يجب أن يكون عما أسميته " الأمة المغاربية "
أحدات التسعينيات و المذابح و المجازر التي عرفتها الجزائر ، حررتني أيضا من الكثير الكثير من الأوهام ، ومثلما عشت مجزرة مدينة حماة ، عشت أيضا مجزرة يوم الجمعة الحزين التي راح ضحيتها عشرات مئات الجزائريين في دقائق معدودات ، ومثلما عشت الاستبداد والفساد في الشرق عشته في الجزائر .
لكن لم أكن أتوقع أن تصل الأمور حد انتزاع الجنسية عن المخالفين ،مثلما عشت هذه المأساة في المشرق ، إننا نسير في الطريق الخطأ و المخالف و المسدود ، تماما مثلما سار فيه المشرق وانتهى إلى ما هو عليه .
شوهد المقال 348 مرة
التعليقات (1 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك