حكيمة صبايحي ـ الحياء لحاء الحب الوطني الذي لا ينقطع مدده
بواسطة 2021-02-27 01:45:00

حكيمة صبايحي
يحتاج الإنسان إلى حافز نفسي لإنجاز أي شيء وكل شيء بقدر ما يمكنه من الإتقان، وحتى عندما يتعب، يتابع العمل والاجتهاد، وحتى عندما تخدعه الطاقة الجسدية المحدودة وجدا، باعتبار الضعف البشري الطبيعي في كل البشر، يجد الطاقة الإضافية التي يوفرها الحافز المعنوي، وهو منبع لخلق طاقة جبارة في الإنسان، تجعل الإنسان بضعفه، يتجاوز كل التحديات ويحقق ما لا يمكن تبريره بالمنطق، ولكن بما يتحقق في الواقع حيا ونابضا وحقيقيا وقابلا للمعاينة بكل الحواس والأبعاد والأمداء.
ما أكثر المرات، التي أتعب فيها حد فقدان القدرة على القيام من الفراش، نعم، وأصاب بالقنوط أيضا، لقوة الفساد وتسرطنه حولي، وعجزي وحدي عن القيام بأي شيء، عندما نخوض معركة، أيا كان حجمها وأهميتها، بمفردنا، ننهزم قبل أن نبدأ لأن موازين القوى مختلة، انفقاد السلاح والذخيرة، يوجب البحث عن "السند" و"الحافز"، وقد يكون "الحافز" هو "السند" الوحيد. ما هو الحافز الذي منعني منعا من الانخراط في حزب الفاسدين، و"التبلعيط" وهي عملتهم اليومية، يمكنني إتقانها كما يتقنونها وأفضل؟
الجواب: ليس إلا حافزا وحيدا هو الذي حصنني ضد كل مكروه يصيب الآخرين بأذى، ولكنه، ذلك الحافز، لا يأتي وحيدا، إلا ومعه جيوش من المشتقات الأصلية، أما الحافز: فثقة الناس، وأما الثقة فيخلقها "الحياء" خلقا، ولم أغادر يوما حياء تلك الطفلة الريفية من قرية بوخالفة من مدينة تيزي وزو، حتى الآن. والحياء دافعه الأعمق: احترام الذات واحترام الآخرين، وبلوغ ذلك يشترط: الصدق والنزاهة والأمانة والتقوى الإنسانية وما أدراك!.
لم أنهر، ولم ينال مني الإحباط تماما، ولا مرة واحدة، فالنظرات ترسل معاني الثقة والاحترام، وهذا رأس مالي الوجودي، ودفعت الثمن غاليا، ولا يزال البعض، ودوا لو أمكنهم، لطحنوني وصنعوا بلحمي المطحون وليمة للقطط، الله ينجينا وينجي المومنين. أنا لست ملاكا ـ والله ـ أنا مثل الملايين الطيبين الصادقين، ابنة العائلات المكافحة لينال عرقها رتبة الشرف، وكي لا يدخل جسدها لقمة باطل واحدة أبدا. ملايين الجزائريين مثلي، لا حافز مادي لديهم ليستمروا في ثورة الشرف، إذا غابت العوائد المادية انسحبوا، الملايين مثلي، حافزُهم معنويٌ، لذلك لا ولن ينقطع، ولن ينسحبوا حتى يتحقق مشروع الدولة المدنية بكل مرافقها القانونية والحقوقية التي تحمي الوطن والمواطنين جميعا، وتؤسس لسيادة شعبية حقيقية، يكون فيها: الجزائر وكرامة الجزائريين جميعا أولا وقبل كل شيء.
دولة مدنية ماشي عسكرية
الجمعة رقم 106/الموافق 26 فيفري 2021
شوهد المقال 152 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك