محمد هناد ـ د̲ع̲ن̲ا̲ ن̲ت̲د̲بّ̲̲ر̲ ا̲ل̲أ̲م̲ر̲ !̲ لسنا بحاحة إلى اعتراف الدولة الفرنسية
بواسطة 2021-01-26 00:30:50

د. محمد هناد
هل نحن في حاجة فعلا إلى اعتراف الدولة الفرنسية، رسميا، بالجرائم المرتكبة أثناء فترة الاحتلال لبلادنا كما لو كانت هذه الجرائم غير كافية للدلالة على فظاعة ما وقع خلال الليل الاستعماري الطويل ؟ أليس الطرف الجزائري في حاجة إلى أن يكون من الصدق ما يجعله يتفادى إعطاء الانطباع بالعجز وبالرغبة في ابتزاز فرنسا ذلك أن الأجيال الفرنسية الحالية قادرة على الرد أنه لا يمكن تحميلها مسؤولية جرائم ارتكبها أسلافهم. لاسيما وأن الاعتراف-التوبة التي تريدها «الأسرة الثورية»توحي بنوع من المزايدة والرغبة في غرس الشعور بالذنب في نفوس هذه الأجيال على جرائم لم ترتكبها، الأمر الذي من شأنه أن يخلق لديها رفضا آليا ! أكثر من ذلك، لنفرض أن فرنسا طلبت الاعتذار من الجزائر، بأي حق نقبل هذا الاعتذار في مكان الضحايا، ونرضى بابتذال الآلام التي عاناها هؤلاء.
ما يهم اليوم ليس الاعتراف بوقائع الماضي الأليمة بقدر ما هو مدى استعداد البلدين على الارتقاء بتعاونهم إلى مستوى العلاقات المعقَّدة التي تربطهما نتيجة الحقبة الاستعمارية الطويلة ذاتها وكذا بفعل التقارب الجغرافي. ولا أدل على ذلك من عدد الرحلات الجوية اليومية بينهما على الرغم من التضييقات المُهينة في الحصول على التأشيرة هنا وهناك.
طبعا هناك عدد من الملفات الشائكة بين البلدين. لكن ألا يجب أن تتم معالجتها بروح براغماتية مادام من غير الممكن تركها عالقة إلى الأبد.
____________
ت̲ن̲ب̲ي̲ه̲ ̲:̲ في ما يخص الجانب الفرنسي، لقد قام بناجما ستورا بتقديم تقرير إلى الرئيس الفرنسي. فهل قام عبد المجيد شيخي بنفس الشيء عن الجانب الجزائري ؟
شوهد المقال 276 مرة

التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك