العربي فرحاتي ـ الساركوزية والماكرونية..والحراك
بواسطة 2020-11-22 02:02:08

د. العربي فرحاتي
بدافع التلهية سبق لساركوزي أن أثار قضية الاعتراف بجرائم الاستعمار باعتبارها قضية الشعب الجزائري وهو كلام استهوى الكثير من مثقفينا فأثاروها كما لو أنها القضية المركزية الأولى للشعب الجزائري..وها هي الماكرونية تفتح الشهية من جديد للتلهية..ويدعو الجزائريين إلى التفكير في المصالحة بدل الحديث عن الاعتراف بجرائم الاستعمار
..وهي دعوات وإثارات تحيلنا على الماضي والتفكير فيه.. بدل التفكير في المستقبل..ولذلك فالحراك الشعبي السلمي الجزائري وإن هو يعترف بوجاهة اعتراف فرنسا بجرائمها الموثقة والتي سجلها التاريخ ..فإنه يهتم بمستقبل الأجيال أكثر ..ويدعو فرنسا قبل الحديث عن المصالحة وقبل الحديث عن الاعتراف بالجرائم التي لا تحتاج أصلا إلى الاعتراف..أن تعترف بحق الشعب الجزائري في بناء دولته النوفمبرية وحقه في تحرير مستقبل أجياله من احتلالها وهيمنة وكلائها الورثة غير الشرعيين للاستقلال..ويعتبر أن تدخلها السافر من حين لآخر.. ليدل دلالة لا شك فيها في أنها مازالت تفكر بعقلية الاستعمار
..وتعتبر الجزائر مستعمرة من مستعمراتها تقترح عليها مستقبلها السياسي.. وتقترح عليها كيف تثير مشكلاتها..الحراك كحركة تغييرية يهمه المستقبل الذي كشفت الأحداث أنه محتل..قبل أن يهتم بالماضي الاستعماري كمشكلة.. فلا تعالج إلا في ضوء الندية والحرية والنظام الشفاف ..فكيف نثق في اللاشرعية ونأتمنها على الحق التاريخي للشعب الجزائري ؟.وكيف نثق في نخب تقتات على تمجيد التاريخ وتجعله بوابة لصناعة المجد الوهمي وتلوكه كخطاب جميل لاخفاء انتهازيتها
..ولذلك فالحراك ماض لتحرير مستقبل الأجيال من هيمنة فرنسا الاستعمارية ولا يتم ذلك الا بتسليم السلطة للشعب لا بنتقال السلطة من فريق الى آخر ..فالحراك لا يلتفت إلى ملهيات الاستعمار الجديد القديم .
شوهد المقال 533 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك