العربي فرحاتي ـ وحدة الحراك صلبة..من وحدة الشعب الصلب..
بواسطة 2020-09-16 01:19:03

د. العربي فرحاتي
رغم محاولات تمزيق الشعب الجزائري في كل العهود الاستعمارية والاستبدادية..إلا أن صلابة امتزاج أعراقه العربية والامازيغية وأصالتها عبر التاريخ. ورسوخ اعترافه المتبادل بتنوعه كثقافة..وشراكة مكوناته الفعالة في التضحية من أجل الوطن في مفهومه الجغرافي والانثروبولوجي السوسيولوجي والرمزي ..أسقطت كل المحاولات البائسة للتفريق..فقد جسد نوفمبر وثورته المجيدة وحدته بوحدة الهدف..وبنى أخوة نضالية للحرية صلبة انغرست في وجدانه كضمير جمعي..بجانب الاخوة الدينية والمرحمة العرقية.. فأسقط مشروع سياسة "فرق تسد"..ولم تستطع فتنة وشهوة الحكم عقب إنجاز الاستقلال أن تفرق الشعب.. ولم تستطع الهيمنة الأيديولوجية وتوغل سلطة الحكم ان تنسيه حريته ..فأعاد تجسيد وحدته بكل حرية في انتخابات ١٩٩١ رغم الاستقطاب الايديولوجي الحاد بأن انتخب مكونات الوحدة الوطنية (اسلام ..امازيغ ..عرب )..ولم تؤثر في وحدته تجربته المأساوية التي أشعل نار الفتنة فيها العسكر الانقلابي وكلاء فرنسا في التسعينيات..وبان للشعب زيف مقولات تخوين الشرفاء المناهضين للاستبداد العسكري.. وأن شخصيات من مثل عباسي مدني وآيت أحمد ومهري على اختلاف ايديولوجياتهم ليسوا الا نصوصا ممثلة للنضال من أجل الوحدة في ظل التنوع ضد الاستبداد واستلاب الحرية من هذا أو ذاك..فاثبوا اخوتهم في سانتيجيديو فلا أحد يستغني عن الآخر ..ولا أحد فيهم مقصى من الوطنية لذا انتخبهم الشعب.. وفي اكتشاف الجزائريين أن حريتهم كشعب مسلوبه بإرادة العسكر.. فلا إسلامي حر ..ولا علماني حر ..ولا عربي حر ..ولا أمازيغي حر.. ولا لغة حرة ..ولا دين حر..لا أحد حر مادام الشعب مسلوب الارادة وفقد حريته في ظل الانتقال من ديكتاتورية الحزب الواحد إلى ديكتاتورية العسكر بالواجهة الديمقراطية..فحدد الكل الجزائري مشكلته في فقدان الحرية..وصوب هدفه نحوها في ٢٢ فيفري فلا يتراجع...فبعث في وجدانه الجمعي الشعوري ثقافة الاعتراف المتبادل والتضحية المتبادلة في وحدة صلبة مشتقة من ضمير وقيم وأخوة نوفمبر من أجل استعادة حريته التي اغتصبها الانقلابيون كما اغتصبها بالامس الاستعمار..فلم تستطع الديكتاتورية السالبة للحريات وسياساتها "فرق تسد " من حيث هي وريثة الثقافة الاستعمارية أن تفرق بين الحراكيين وفشلت فتنة الراية والزواف والدشرة أمام صلابة وحدة الحراك واصالته وعدالته.وفشلت خدعة الانتخابات "دوز دوز " في إفشال وحدة الحراك ..ولم تؤثر فيه برازيت وتشويش دعاة الانفصالية والاقصاء من ماك عروبي أو ماك أمازيغي وسيبقى- إن بقي - كل انفصالي أو اقصائي معزولا أبد الدهر ..كما لم تؤثر فيه تداعيات الكورونا واختلاف الآراء حول موعد الاستئناف الشعبي..فمظاهرات باريس اليوم الاحد ١٣ سبتمبر ٢٠٢٠ وما تخللها من زغاريد النساء..وأناشيد الثورة التحريرية في قلب باريس
.ورفع شعار دولة مدنية ماشي عسكرية..أسقطت هي الأخرى كل الاختلافات وأكدت وحدة الجالية وانضباطها مع حراك الداخل وألغت كل محاولة للهيمنة الفئوية ويستحق بهم من خالفهم الرأي..وبهذا يستمر الحراك ويحتوي تنوعه ويثري فعالياته وسيلحق به من لم يلتحق ..ويتسع لكل الطيف (اه كريم وابن آخ كريم) . ..لأن وحدته من وحدة الشعب وأصالته وصلابته..وهو حراك عادل لا يقبل بهيمنة إلايديولوجية الواحدة..ولا بهيمة الفئة اللغوية الواحدة..ولا بهيمنة العرقية الواحدة..رسالة الجالية من باريس اليوم ..تفيد وتقول "الحراك بخير صلب " ..كما قالت ذات عام ١٩٦٣ الثورة بخير صلبة.
شوهد المقال 533 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك