حميد بوحبيب ـ لا لتكميم الأفواه لا لإسكات الأصوات الحرة الحرية لخالد درارني
بواسطة 2020-08-15 03:00:55

د . حميد بوحبيب
خالد درارني، من ذلك النوع من البشر، إذا لقيتهم مرة واحدة في حياتك، سيبقى مطبوعا في ذاكرتك ووجدانك إلى الأبد.
المرة الأولى التي التقينا فيها، كانت عندما استضافني في قناة الشروق نيوز، في نشرة المساء (بالفرنسية طبعا)، في ركن ضيف اليوم.
وكانت المناسبة انعقاد ندوة حول الدارجة الجزائرية في مؤسسة ليغليسين.
بعد أن اتفقنا على الموعد، أرسل الي سيارة المؤسسة. وصلت قبل موعد النشرة بنحو 45 دقيقة ، ووجدته هناك ينتظر .
بعد التعارف وتبادل أرقام هواتفنا...شرع يشرح لي مبدأ حصته، وكيف أنها من ست دقائق ضمن النشرة، وأنه يستضيف كل يوم من من شأنه أن يضيء مسألة ما أو يسهم في نقاش وطني حول مسألة حساسة...إلخ
وشرح لي بأن ست دقائق غير كافية لنقاش مستفيض، وأنه يعوّل عليّ وعلى قدرتي في إيصال الفكرة في أقصر وقت ممكن دون لف ولا دوران .
ثم راح يستفسر مني حول اللهجات من منظور تاريخي،وسوسيو-لساني. وأدركت من أسئلته أنه يعشق كل ما هو شعبي جزائري، متحمس لفكرة ترقية العامية والكتابة بها في مختلف أشكال الإبداع الأدبي .
وطيلة نصف ساعة تقريبا، أحاط بالموضوع عبر أسئلة دقيقة، وكنت أجيب بدقة ووضوح قدر الإمكان.
وعندما اطمأن بأنني امتلك رؤية واضحة للموضوع، راح يسألني عما إذا كنت قد ظهرت على الشاشة على المباشر، وهل أشعر بارتباك ما...
حين اطمأن أيضا بأنني مرتاح على الآخر، دعاني إلى الدخول معه إلى الأستوديو، واختار لي هو بنفسه مكان الجلوس، وراح يضبط الكرسي ليناسب قامتي ...الخ ثم بدأت الحصة على المباشر.
عند نهايتها ...جاء يصافحني، ويربت على كتفيّ، قائلا: « كنت هايل...ما تنساش تتصل بي كلما يكون عندك ولا عند أمثالك نشاط ثقافي، أدبي».
رافقني خالد إلى موقف السيارات، وأصر على السائق أن يوصلني إلى باب بيتي .
الاحترافية، الموضوعية، روح التواصل الإنساني الدافئ، هذا ما انطبع في ذهني و وجداني بشأنك يا خالد.
بالطبع لا داعي أن أضيف ما يعرفه الجميع ، من كون خالد درارني، مناضل من أجل الحريات والعدالة، ولم يخذل الحراك يوما.
جريمة خالد الوحيدة هي أنه وفي لمهنته، صادق مع نفسه، يسير إلى جانب شعبه.
فكيف يسجن مثل هذا الرجل، ويبقى حثالة الصحافيين يتمتعون بالحرية لتلويث أجوائنا بخطاباتهم المقرفة، وانبطاحهم المخزي أمام زبانية النظام ..!
شوهد المقال 212 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك