وجيدة حافي ـ أُوكسجين يا مُحسنين
بواسطة 2020-08-07 13:20:15

وجيدة حافي
في الآونة الأخيرة ومع إنتشار مرض الكُورونا أصبح الوضع لا يُحتمل في بلدنا، مُستشفيات مُمتلئة بالمرضى وآهاتهم، ضغط كبير تسبب في ضُعف الخدمات الطبية، والرعاية الصحية اللازمة التي يجب أن يتلقاها مريض الكُوفيد أو أي شخص يدخل هذا المبنى الذي من المفروض أن يُوفر أرقى الخدمات ويعمل على راحة المريض قبل كل شيء، لكن للأسف ما يحدث هو العكس، وهذا ما دفع بالكثيرين بالتضحية بالمُستشفى والمُكوث في البيت لتلقي العلاج من هذا الكُورونا، ولكن الطامة الكُبرى أن من اختاروا هذه الوجهة حائرون وتائهون لملأ أنبوبة أُوكسجين لمريضهم حتى لا يموت، فهل أصبحنا نتسول الأُوكسجين
نعم للأسف الفقير في الوقت الراهن ليس من لا يملك مالا ومأوى، بل من يتوسل الآخرين لملأ قارورة أُوكسجين لإنقاذ أحد من الموت، وهنا طبعا يصعب عليك الحُصول عليها إذا لم تكن من أصحاب النُفوذ والمعارف، حتى الذين حالفهم الحظ وتمكنوا من توفير قارورة 15 أو 20 لتر يجدون صُعُوبة كبيرة في ملائها لعدم توفر الأماكن المُخصصة لهذه العملية، فدولتنا صحيح تُوفر بعض المراكز وببلاش، لكن الإزدحام كبير بسبب كثرة العدد، مع صغر حجم القارورة التي تكفي ساعتين فقط قبل أن تُعلن عن نهايتها وبداية مُعاناة صاحبها لملأها من جديد، حقيقة وواقع مُعاش هذه الأيام في الجزائر، وطبعا الفئة المُتضررة من كل هذا هي الهشة والفقيرة.
فمتى سيتم التعاقد مع القطاع الخاص لإنقاذ ما تبقى من هذا الشعب الذي يسقط كالذباب ولا أحد يهتم، ومتى سنحذو حذو السعودية وكثير من الدُول ونُوفر تحليل" بي سي آر" أو "تفاعل البلمرة المُتسلسل" للجميع ولا يبقى حكرا للدولة، وصدقوني وقتها سنتفاجأ بالأعداد الهائلة من حاملي المرض ونعيش كارثة أكثر مما نحن فيها، كذلك نُقص المواد التي تدخل في بعض التحاليل وعدم توفرها بكثرة، مع التأخر في إعطاء نتائج التحليل للمرضى مُشكل كبير يُعاني منه المُواطن الهارب من القطاع العُمومي للقطاع الخاص، وطبعا ما سيزيد الطين بلة في نظري هو الدُخول الإجتماعي المُقبل الذي سيكون مُخاطرة كبيرة وخُطوة غير مُوفقة، فالأوضاع الحالية لا تسمح بمُغامرة أُخرى لانعرف عواقبها، فعودة الطلبة والمُتمدرسين إلى الدراسة يعني توفير شُروط صحية وعناية فائقة لتجنب الإختلاط، أحياء جامعية صراحة في الظُرف العادي لا تصلح، فما بالك بالإستثناء والخاص، نقل بري ضعيف ومهترئ، حافلات في وضعية مُزرية مع طمع السائقين الذين لن يقبلوا بشروط الوزارة وسيتجاوزونها ونرجع لعادتنا القديمة ألف شخص في حافلة صغيرة، في الحقيقة نحن في وضع لا نُحسد عليه وإذا لم نحل الأمر بعقلانية وذكاء سنجد أنفسنا أمام كارثة عظيمة، أبطالها الناس المُتهورون، والمسؤولون الغير واعون.
فشخصيا دائما أقولها أنه لا يُمكن تحميل الدولة كل شيء، لأننا جزء من القضية، فتهوري وتهورك وعدم تصديق فكرة أنه يُوجد فيروس قاتل إسمه "كوفيد 19" مُشكلة كبيرة على كل المُستويات، لذا الحذر والحذر لكي لا نطلب أُوكسجين ونُذل أنفسنا للغير، فنحن من سنموت قهرا وذُلا، أما هم فكل شيء حاضر في الأوقات الصعبة، تطرقنا لمثل هكذا مواضيع يكون أساسه الواقع المُعاش والتجارب والقصص التي يعيشها المُواطن البسيط في هذا البلد، فالواقع شيء وما يصل مسؤولونا شيء آخر، فليس الذي سمع كما رأى والتجربة خير بُرهان، لذا لا داعي للهُجوم على أصحاب القلم الصادق، فما تنقله كثير من الأقلام هو تصوير للحقيقة المُرة التي تقول أن قطاع صحتنا من سيء إلى أسوء وأن البلد في هذه الفترة في ضائقة من كل النواحي وفي كل المجالات، فالأُوكسجين في جزائرنا أصبح ذهبا وشيئا غاليا لإنقاذ الأهل والإخوان، وفي الأخير نتمنى السلامة للجميع وندعو لأخذ الأُمُور بجدية، في إنتظار اللقاح وما ستُسفر عنه الأيام من دواء لهذا الداء.
شوهد المقال 507 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك