العربي فرحاتي ـ ما لا يريد جماعة دوز دوز وسلطتهم فهمه ..
بواسطة 2020-07-29 03:55:26

د. العربي فرحاتي
لا يريدون الحق ولا الحقيقة التاريخية..ولا أدري غباء منهم أم عقل استبدادي واستحكام نزعة الشر لديهم ..أو حيل ومكر وخداع ألفوه مع شهوة الحكم وشهوة الإنسان المستقر ..وبالتأكيد ليس ذكاء منهم كون الذكاء مفهوم نظيف لا يقبل الرذيلة ولا العفن ولا الاستبداد من حيث هي هنا السطو على حقوق الشعب واغتيال الارادة الكلية الحرة.. لا يريدون فهم التشابه إن لم أقل التطابق الاجراىي الوظيفي بين انقلاب التسعينيات الاستئصالي بقيادة نزار على الارادة الشعبية باسم الشعب كما جاء على لسان "غزالي" رئيس الحكومة حينها بقوله " الشعب يريد التغيير" فاختزل التغيير وما يريده الشعب بناء على نتائج الانتخابات في تنحية الشادلي وانقاذ الديكتاتورية العسكرية وهو تحريف لما يريده الشعب من حيث هو تغيير النظام عبر الانتخابات الحرة.وبين اجراءات القايد الهالك الدستورية الانقلابية على مشروع الحراك الشعبي التغييري بتطبيق " ١٠٢ " كاستجابة لشعار " ماكانش الخامسة يا بوتفليقة " وهو في الحقيقة اجراء للتصدي للحراك باسم الحراك..باختزل الأمر كله في تنحية بوتفليقة وتصفية الحساب مع الخصوم وبعض رموز النظام في الفساد ..فكان انقلاب عسكري "بامتياز " بالحراك على الحراك ..وللاسف كل من جماعة " دوز دوز " باعتبارها "جزء من ما تدعيه بمسار التغيير بالدستور وفي الدستور ..والسلطة الفعلية بشقيها السياسي والعسكري ..لا يريدون أن يفهموا في الحالتين أن الشعب عبر تجربته الانتخابية الحرة المغتصبة المنقلب عليها وعبر حراكه السلمي بقيادة جيل من الشباب تجاوز النخب السياسية والايديوىوجية وحفظ الدرس التاريخي ووعاه كتجربة للحرية واستجاب للتاريخ بالفعل الكلي..فلم ولن تثنه الاعتقالات ولا تخدعه التغييرات باسم الشعب إن في السياسة وإن في العدالة وإن في الادارة وإن في الثكنة والشعب لايدري ..جماعة دوز دوز مثلهم كمثل الثورات المضادة اللصوصية العربية لا يفهمون أو لا يريدون أن يفهموا ان ..الحراك الجزائري الأصيل السلمي انطلق كما انطلقت الثورات العربية فلا تثنيهما تحويل الربيع العربي إلى حرائق ودماء واشلاء..من المضي قدما في ربيعهما إلى سقوط الاستبداد والظلم بالسلمية والثورات النظيفة اللاعنفية..فنجاح الثورات هو نتاج ومحصلة جهود من بذل الحبر والعرق (العمل) والدم من حيث هي ضريبة الحرية غالية ...الحراك مستمر ..اللهم ارفع عنا الوباء والبلاء.
شوهد المقال 204 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك