عبد الجليل بن سليم ـ لنطرح سؤال و نضع فرضية ..كورونا الجزائرية
بواسطة 2020-07-22 01:12:27

د. عبد الجليل بن سليم
الفيروس يحصد في أرواح و الناس تسقط مثل الذباب، هناك من يدخل للمستشفى و في فترة قصير نسمع خبر وفاته، هنا السؤال: لماذا يموت الناس في الجزائر بسرعة ؟؟ هل السبب أن الفيروس في الجزائر أكثر فتكا من أي بلد أخر ؟؟ هل الحالة الصحية لجزائري متدهورة و هو لا يعلم و يأتي الفيروس لكي ينهي الحياة ؟؟!! هل منظومة الصحة في الجزائر كارثية إلى هذه الدرجة ؟؟!! أم هناك شيء أخر يجب أن نفكر فيه. بصراحة هناك سبب يجعل من الفيروس أكثر فتكا في الجزائر! و هدا السبب هو : البنية النفسية و العقلية للجزائري! لا تسغرب فانها الحقيقة
عندما كنت اشتغل في المستشفى أتذكر أنه عندما يتم إخبار أي انسان أنه مريض بالسكري أول سؤال يطرحه المريض هو كيف سيعاملني الناس !! و الشيء الذي لا يمكن أن أنساه هو عندما أخبر أهل مريض بان مريضك مصاب بالسرطان !! هنا يتحول الوضع إلى مأتم و يبدأ البكاء و تقديم التعازي على أساس أن مريضهم سيموت في فترة قصيرة . إن فكرة عدم تقبل المرض في مجتمعنا فكرة خطيرة تؤثر على المريض و على أهله بسبب أن البناء الإجتماعي في مجتمعنا ينظر إلى المريض على أنه عالة و هدا راجع إلى الوضع الاقتصادي و الإجتماعي المزري الذي نعيشه هدا الشيء يجعل أي مريض يدخل في إكتئاب قاتل و عندما يدخل الانسان في إكتئاب الجسم يرفض أي علاج لان الانسان أصبح يملك إيمان مطلق بانه إنتهى و هنا نطرح السؤال هل الاكتئاب يمكن أن يكون معدي ؟؟ الإجابة نعم
بعض الأفراد قد يكونون من ناحية بيولوجية معرضين للمرض بينما آخرون يصابون بالاكتئاب نتيجة عوامل بيئية أو نفسية أو كليهما معا وبالتالي، فهي لا تشبه العدوى التي تنتقل من خلالها بعض الأمراض من شخص إلى آخر، كما أن الحزن الشديد وهو أهم أعراض الاكتئاب قد يكون قاسما مشتركا وعارضا يتعرض له العديد من الأشخاص، وقد يكون حالة عابرة لا تمت بصلة للاكتئاب النفسي فليس من السهل التفريق بين الاكتئاب النفسي كمرض وبين سوء مزاج عادي.
أن الاكتئاب يحدث في العادة إلى جانب مجموعة من العوارض النفسية والسلوكية منها، التشاؤم، انتقاد الناس، الإخفاقات الاجتماعية وانتشار المعتقدات السلبية التي تتسبب في شيوعه بحيث يصبح من السهولة انتقال هذه الظواهر من شخص إلى آخر، عبر المنظومات الاجتماعية والدينية والثقافية.
المشاعر والأفعال الإنسانية معدية بصورة كبيرة، سواء أكانت سلبية أو إيجابية وإذا كانت الإيجابية منها تمثل قوة دفع وحث للجماعة، فإن السلبية منها تمثل قوة تعطيل ومنع لممارسة الحياة بكل أشكالها؛ على مستوى العمل والأسرة وفي محيط اجتماعي ضيق أو على نطاق أوسع.
في الاخير قبل أن نلوم الاوضاع الخارجية التي يجب أن يتم إصلاحها علينا كذلك مراجعة انفسنا و نطرح السؤال المهم على انفسنا ؛ هل وجودنا في مجتمعنا أساسه التكامل أو أساس الفردانية و الأنانية؟؟ اجابتك على هدا السؤال كفيلة بان نعرف كيف نواجه التحديات و منها هدا الفيروس .
شوهد المقال 511 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك