مولود مدي ـ قالك خطة وطنية ل "انعاش اقتصادي"

مولود مدي
الانعاش يأتي بعد فترة ركود النشاط الاقتصادي، أين يتضرر انتاج السلع والخدمات، لكن الواقع يقول أنّ الركود الوحيد الذي يواجهه البلاد هو انهيار اسعار النفط وفقط، لان نشاطه الوحيد هو تصدير المحروقات، ولو تحدث ازمة عالمية تفتك بالبورصات مثلاً، فلن تؤثر على البلد ليس لأنه محصّن منها وانما السبب عدم امتلاكه بورصة تلعب دوراً في الإقتصاد بالأساس.. WOW
لذلك كان من الأولى الحديث عن "اصلاح اقتصادي" ببرنامج اجباري تتكاثف فيه مجموع من السياسات، اما اذا كان هؤلاء الوزراء لا يقيمون وزنا للمصطلحات التي يوظفونها أم يجهلون الفرق في معانيها تلك مصيبة.. وعلى أي حال اكبر مؤشر يدل على حدوث اصلاح اقتصادي في دولة هو حدوث اصلاح في النظام المالي système financier.
هذا الsystème مسؤول عن تحريك رؤوس الأموال من الافراد والمؤسسات القادرين على التمويل الى الافراد والمؤسسات الذين يحتاجون الى تمويل، وذلك التحريك يتم عن طريق ( البنوك، البورصة وباقي المؤسسات المالية..).
خذ النظام البنكي الجزائري، النظام البنكي مبني على البنك المركزي la banque centrale ثم تأتي تحته البنوك التقليدية les banques conventionnelles التي تتقيد بقوانين البنك المركزي، هذا الأخير مؤسسة مستقلة عن الحكومة لان دورها مهم جدا وهو تنفيذ السياسة النقدية la politique monétaire هدفها الرقابة على النقد وحجم عرضه، وهنا نفكر مباشرة في التضخم اكبر عدو للقدرة الشرائية للمواطنين ومدخراتهم المالية..
يجب التذكير أنّ القابعين في الحراش اليوم، اعتمدوا على هذه البنوك، واليوم هم في السجون، وبقيت تلك المؤسسات تعمل بنفس السياسات، واعتقد ان تكلفة اعادة اصلاحها ستكلف الدولة ما لا يمكن تخيله، كما أنه لا يوجد مستثمر لديه ذرة عقل سيفكر من الاقتراب من هذه المؤسسات الفاشلة، واكبر دليل هو عندما أتى بنك فرنسي عريق Le crédit Lyonnais الذي اهتم بطرح الحكومة في وقت اويحي لبنك CPA للخوصصة، لكن بعدما اطلع البنك الفرنسي على le bilan bancaire الخاص بالبنك الجزائري، هرب مباشرة حافي القدمين وعاد من حيث أتى.
ماذا عن البورصة؟ هذه المؤسسة هي بديل للشركات التي تريد الحصول على تمويل دون المرور على البنوك. لماذا عندما اجتمع هؤلاء الوزراء، لم يتحدثوا عن تفعيل دور البورصة؟ لأنهم يعلمون انه لا مجال حاليا للحديث عنها بما أن 50 % من الاقتصاد عبارة عن سوق سوداء ( لا استراتيجية في الأفق لإدخاله في دائرة الإقتصاد الرسمي)، البورصة الجزائرية منكوبة بأتم معنى الكلمة، صُنفت الأضعف عربيا واحتلت المركز ما قبل الأخير في ترتيب البورصات العالمية، تتواجد فيها ست شركات فقط، لأن أغلب الشركات في السوق الجزائرية قائمة على أساس التضامن وشركات ذات المسؤولية محدودة.. والمضحك بشكل هستيري في القضية، هي أن الشركات الموجودة في البورصة لا تتطور اسعار أسهمها، وبالتالي قيمتها السوقية لم ترتفع منذ وأن دخلت la bourse بل تبقى كما هي.. تراجيكوميديا بأتم معنى الكلمة.
على أي حال، بإمكانهم ليُّ اعناق المفاهيم والتلاعب بالمصطلحات كما يشاؤون لكن قواعد علم الإقتصاد تشتغل بموضوعية، لا نستطيع ان نغير منطق اشتغالها حسب الأهواء والمزاج، وهي لا تعترف بالحسابات السياسيوية، ولا بالبروباغندا الاعلامية الرديئة، تنميق الكلام والتلاعب بالألفاظ والمصطلحات مقابل صم الأذان أمام معطيات الواقع وقواعد الإقتصاد تجعل ثرثرة "البرزيدان" وجماعته شبيهة بلغو الاطفال..
شوهد المقال 241 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك