اليزيد قنيفي ـ لماذا تقدمت الدول ..؟؟
بواسطة 2020-07-19 01:03:13

اليزيد قنيفي
الدول التي نجحت حكوماتها بالحكم الراشد والقانوني والشرعي لا تخش من الرأي الآخر والفكرة الأخرى والانتقاد بغرض التحسين والتطوير والتقدم إلى الأمام .
نجحت لأنّها تؤمن بأنّ التصحيح يكون بالرأي والرأي المخالف، و التصحيح يكون بالفكرة المغايرة الجديدة التي ربما هي حل المشكلة .
دول تؤمن بأنّ من يتحمل المسؤولية عليه تقبل المحاسبة و المعارضة والتصويب والفكرة المناقضة ، وتقبل أسئلة من قبيل لماذا .. ؟ وكيف ...؟ ومتى .. ومن فعل هذا ، ومن بذر ... وماذا بذر ... ومن قرار ...ومن أمضى .. ومن صرف... وكم صرف ..... ومن نفذ ، ومن أخذ ، وماذا أخذ... ولماذا أخذ... ومن أعطى الامتياز ولمن وكيف ...ومن المسؤول العلوي والسفلي عن القضية الفلانية والمشروع الفلاني ..؟ ولماذا توقف المشروع ..ومن السبب ...ومتى نحل القضية بالوقت والوعد الصحيح .
دول تقدمت وتطورت بالحوار المؤسساتي والمجتمعي ، وتعدد الأراء وإثراء الفكرة والمشروع بالفكرة الأخرى والمشروع الآخر .
دول تطورت لأنّ حكوماتها مسؤولة أمام المجتمع يحاسبها ويقومها ويغيرها .
دول قرنت المسؤولية بالمُساءلة ، أنت مسؤول ، إذن تُسأل وتحاسب وتقدم الحصيلة والأرقام وجرد الحساب .
دول حافظت على خزينتها وثرواتها من النهب والتبذير والرشاوي ، لأنّها تطبق القانون على الجميع وأولهم المسؤول وبالمليم .
دول تقدمت لأنّ حكوماتها لا تقدم الحساب سوى للشعب الذي انتخبها وانتدبها لتقوم بشؤونه .
دول تقدمت لأنّها تضع القوانين لتطبيقها وليس للتحايل عليها وتطبيق قوانين أخرى غير مكتوبة .
دول تقدمت لأنّ حكوماتها منبثقة من طرف الشعب لا غير ، هو من تخدمه وتستمع إليه وتطبق ما يريد .
دول تقدمت لأنّ المسؤول تحت رقابة الشعب "يغلط يخلص" ، يقرر باسم الشعب ، ويتكلم باسم الشعب ، لا رعونة ولا شعبوية ولا هذيان
دول لها حكومات تعرف أنّ الاقتصاد أرقام وإنجازات ومواعيد محددة بالساعة والدقيقة ، والوقت أغلى من كل شيء ، حكومات تعلم أن لا سبيل للعشوائية وعقلية "الله غالب" ، و الشهر الجاي والعام الجاي ، وكل شيء تحت السيطرة ، ورانا عارفين كل شيء .
دول تقدمت لأنّ حكوماتها جعلت خدمة الوطن والمواطن همها الأول قبل أي شيء ، حكومات جعلت كرامة المواطن أولوية ، صحته ، تعليمه ، أمنه ، سكنه ، عمله ، رفاهيته ، سعادته ، وكل مناحي حياته .
دول آمنت حكوماتها بأن المسؤولية تكليف وليست تشريفا ، ولا تشريف للمسؤول إلا بالعمل والإنجاز ، وإعطاء القدوة والخضوع التام للقانون والعدالة .
دول تقدمت لأنّ شعوبها تدرك بأن المسؤول مجرد موظف في خدمتها لا غير ، وإن لم يحسن الخدمة عزلته وغيرته .
شوهد المقال 291 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك