العربي فرحاتي ـ لنتعامل مع الحقيقة التاريخية لا مع تجار الحقيقة التاريخية
بواسطة 2020-07-04 02:23:49

د. العربي فرحاتي
فسر لجوء بومدين بعد انقلابه على بن بلة ١٩٦٥ إلى تجميع رفاة قادة الثورة وإعادة دفنهم تكريما لهم..بأنه بحث عن شرعية ثورية للإنقلاب وربطه بالنوفمبرية ..وقد فرح الشعب واستماله بإعادة جثمان الأمير عبد القادر من سوريا مؤسس الدولة الجزائرية.. ومهما يكن من حقيقة هذا التفسير واستغلال صناديق الرفاة والاستثمار في الجنائز لتعويض نقص الشرعية..وقد يكون الحدث يتكرر اليوم وغدا بعدة أشكال الاستغلال...
فإنه - ومن حيث المبدأ - علينا أن نتعامل مع الحقيقة التاريخية لا مع من يستغل الحقيقة التاريخية بالامس أو اليوم أو غدا ونتعامل مع مطلب الحرية كقيمة في حد ذاتها...فجميل جدا أن يعود رهائن الحراك إلى ذويهم في هذا العيد الوطني.. ويدان سجانيهم ويكثر الحديث عن الحرية وعن النضال ضد الظلم..والأجمل أن يطلق سراح المظلومين المسجونين منذ ٢٧ عاما في سجون الانقلابيين ضباط فرنسا..وجميل جدا أن تحرر وترجع رفاة الشهداء المسجونة لمدة ١٧٠ سنة إلى وطنهم فيحتضنهم الشعب في عزة وكرامة ويجرم الاستعمار الفرنسي في هذه الأيام المباركة
..فتحية إلى هذه المشاعر الشعبية النبيلة تجاه شهدائنا الأبرار وتجاه الحقيقة التاريخية التي لا يمكن تجاوزها أو استغلالها ولا يمكن أن يختلف حولها اثنان لأنها جميلة وفوق الأشخاص..ولكن سيكون الأمر أكثر جمالا وطنيا..أن تعود رفاة الأحرار الذين اختطفوا من بيوتهم وقد كانوا آمنين قبل أن يغدر بهم ..وقطعت رؤوسهم في التسعينيات وفصلت عن أجسادهم أمام شعبهم من طرف ضباط فرنسا ..لأن الشعب انتخبهم بحرية ..كما قطع الاستعمار رؤوس هؤلاء الشهداء الأحرار أمام شعبهم..أليس من الحق الطبيعي لذوي من قطعت رأسه في التسعينيات أن تعود إليهم رفات أبنائهم ويكرمهم شعبهم بالدفن..فمن قطع رؤوس قادة المقاومة الشعبية وفرحنا بعودة جماجمهم إلينا ..هو ذاته الذي قطع رؤوس منتخبي الشعب وهم ضباط فرنسا..ومطلب الحرية الذي بسببه قطعت فرنسا رؤوس شهدائنا بالامس..هو نفس المطلب "الحرية " والسبب الذي قطع ضباط فرنسا رؤوس أبناء الشعب في التسعينيات ..نأمل أن تعاد رفاتهم كذلك إلى أهاليهم قريبا..فاللهم ارحم جميع الشهداء على مر تاريخ نضال الشعب الجزائري من أجل الحرية ..اللهم إرفع عنا الوباء .
شوهد المقال 321 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك