العربي فرحاتي ـ التمييز بين المواطنين شر..هل يتحول إلى نعمة ؟؟
بواسطة 2020-06-24 22:27:59

د. العربي فرحاتي
وتتوالى الشواهد في أن تقسيم السلطة للشعب إلى مواطنين من الدرجة الاولى يحظون بكل الامتيازات المالية والقانونية ومواطنين من الدرجة الثانية (رعايا) يحظون ببعض الفتات..ومواطنين من الدرجة الثالثة منبوذين مرفوضين مطاردين محقورين..وفي القضاء الجزائري صور جلية لهذا التقسيم الغابي ..فلسنا ضد إجراء انساني كالذي اتخذه القاضي كما تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي للسماح للمجرم اويحي - رغم أنه مصنف ضمن العصابة - ومنحه رخصة حضور جنازة أخيه رحمة الله عليه المتوفى اليوم (٢١ جوان ٢٠٢٠ ) بسكتة قلبية وهو يرتفع عن أخيه اللص في المحكمة - إن صح الخبر - ولكن نحن ضد الكيل بمكاييل متعددة مغتصبة للحق الإنساني فضلا عن الحق الوطني..فحرمان أبناء عباسي المطرودين ظلما لحضور جنازة أبيهم.. وحرمان علي بن حاج السجون ظلما لحضور جنازة رفيقه وحرم من حضور جنازة أخته ..وحرمان الناشط المعتقل بسبب آرائه في سجن غرداية من حضور جنازة بناته الثلاثة منذ شهور ..وحرمان الآلاف من المواطنين المنبوذين حقدا وظلما من هذا الحق وتمكينهم من دفن ذويهم وحتى معرفة قبورهم..هو ظلم إضافي إلى ظلمهم ومعاناتهم ليعيشوا ظلم مركب نفسي وجسدي واجتماعي..ظلم يرقى إلى مستوى الحقد الدفين على مواطنين جزائريين والحقرة والاعتداء على الكرامة الانسانية..إنها آلام " الحقرة" شديدة على النفس تعاني منها فئة عريضة من الشعب المنبوذ رسميا وتنتشر في بشكل واسع ..وأفتح قوس هنا (فقد سمح الاستئصاليون للشيخ عباسي مدني وأحضروه لإلقاء النظرة الأخيرة على جثمان ابنه حشاني -كما يسميه- حتى ولو هم الذين اغتالوه
.. ) فهذا السلوك التمييزي المقيت الذي نعيشه في ظل شعار "الجزائر الجديدة " لا يمكننا وصفه الا وهو "غابي" فلم تعرفه الانسانية إلا في ما قبل التجمع الانساني أو في عهد الأباطرة .. وهذه التقسيمات تنخر بقوة شبكة العلاقات الإنسانية والاجتماعية..هي قاسية على النفس ولكن "فرب ضارة نافعة" فقد تدفع بقوة إلى تعميم الشعور بالظلم وانعدام تكافؤ الفرص والمساواة القانونية في ذلك بين المواطنين وتنذر بهبة شعبية للتخلص من هكذا سياسات تمييزية بين المواطنين أمام العدالة والقانون..فقد قال البشير الإبراهيمي "اللهم عمم ظلم فرنسا على كل بيت جزائري" دعاء أليم ولكنه من اجل تعميم الشعور بالحاجة إلى الحرية...اللهم ارفع عنا هذا الظلم والحيف والتمييز القانوني..وهذا الوباء..
شوهد المقال 231 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك