صحيفة الوطن الجزائري : وجيدة حافي ـ بعد ماذا ؟ يا مسؤولي الصحة في ولاية قسنطينة وجيدة حافي ـ بعد ماذا ؟ يا مسؤولي الصحة في ولاية قسنطينة ================================================================================ وجيدة حافي on 05:26 25.06.2020 وجيدة حافي تحرُك مسؤولي الصحة في ولاية قسنطينة جاء مُتأخرا ولم يكن في محله، لأنه لولا الفيديو الذي إنتشر إنتشار النار في الهشيم لما سمع أحد بالكوارث التي تحدث داخل المُستشفى الجامعي "إبن باديس" بقسنطينة، ففي هذا المبنى الكبير والقديم الذي يرجع إلى العهد الإستعماري مثله مثل كل المُستشفيات في الوطن، تحدث كوارث عديدة، الداخل إليه ليس كالخارج، أسرة قديمة مع إنعدام النظافة، بيروقراطية كبيرة للحصول على سرير، أخطاء طبية، وغيرها من المشاكل التي تُعاني منها كل مستشفيات الوطن، فهل لا يعرف السادة المسؤولون على الصحة في بلادنا محليا ووطنيا كل هذه النقائص؟ بلى لكن سياسة الترقيع والحُلول المُؤقتة، والبيروقراطية، هي التي قادتنا إلى هذا الإنفجار الكبير، وجعلتنا في مُؤخرة الدُول، فالمُشكل في نظري ليس في العلاج المجاني، بل في نوعية الخدمات المُقدمة من وراء هذه الخدمة، فما فائدة أن أُعالج مجانيا وعلى حساب الدولة، ولا أجد سكانير يشتغل، وأضطر إلى الإنتظار ساعات بل أيام وأيام للظفر بفُرصة مُتأخرة، أُعطي للمرض فُرصة الهُجوم على ما تبقى من جسدي الصحيح. والله الحديث عن الصحة في بلدي يُتعب، ويجعلك تُحس بالأسى والحُزن على قطاع مُهم وحساس ولكنه للأسف لا يحظى بالرعاية التامة والمراقبة الصارمة، فلو كان الطبيب والمُمرض وعون الأمن وكل من ينتمي إليه كمُوظف يعرف أن الغلطة بحقها من البداية، وأن الإنتماء للوظيف العُمومي لا يُعطيك الحق في مُمارسات عشوائية وخطيرة، لو كان الذي لا يقوم بواجبه على أكمل وجه يُفصل نهائيا من العمل، صدقوني وقتها ستتغير الذهنية والعقلية، وسيصبح كل من يشتغل تحت لواء الدولة يخاف على منصبه من الإندثار والزوال، وهنا يجب مُراجعة قوانين العمل المُتعلقة بالقطاع العُمومي من أعلى الهرم إلى أسفله لكي لا نقع مرة أُخرى في الخطأ، ويجب كذلك خصخصة هذا القطاع ولو بالقليل، حتى نُحسن الخدمات من جهة ونستفيد منه من أُخرى، كما أن وضع كاميرات مُراقبة في الأجنحة كفيل بتغيير كثير من السُلوكيات والتي كان آخرها سرقة هاتف نقال وبعض الملابس لميت في مُستشفى الجامعي "إبن باديس " بقسنطينة، فالقضاء على مثل هذه الظواهر المُشينة وأبطالها جُزء من إصلاح المنظومة الصحية المُترهلة والفاسدة منذ زمن طويل فمُقارنة منظومتنا الصحية بالعربية والإفريقية خاطئة وغير عادلة، فإفريقيا تُعاني من الحُروب والنزاعات، وقليل الدُول الإفريقية التي تملك مُستشفيات مُحترمة تحتوي على وسائل مُتطورة، فكل دول هذه القارة تُعاني الحُروب والمجاعة، أما عربيا فكلنا في الهوى سوا كما يقولون، فنحن رُبما مُقارنة بدُول أُخرى مستورة والحمد لله، ومُتطورين لأسباب وأُخرى، فلو كان قطاعنا الصحي جيد ومُتقدم لما إضطررنا و نضطر للذهاب لتونس للفحص، ولما حج مسؤولونا ليلا ونهارا للضفة الأُخرى للعلاج والنصيحة، على كل حال الحُلم مش مُستحيل وتحقيقه مُباح إذا ما عملنا بجد وإخلاص وتوقفنا عن إلصاق التُهم بالماضي، وعدم تحمل المسؤولية، فالذي فات مات ونحن أولاد اليوم، وبما أنك سيدي سيدتي المسؤول(ة) قبلت بالمسؤولية فواجب عليك تحملها لآخر دقيقة، والأخذ بالأسباب حتى ولو كانت الظُرُوف صعبة وغير مُلائمة، فالتحجج هو من جعلنا في مُؤخرة الترتيب، ونتمنى أن تكون الإجراءات المُتخذة في المُستقبل واقعا حقيقيا على أرض الواقع، سواء في الصحة أو في باقي المجالات