مروان الوناس ـ المخلوع ومشروعه الإنتقامي
بواسطة 2020-06-16 03:40:43

مروان الوناس
جاء المخلوع إلى الحكم وهو يدرك أنه يستلم رئاسة بلد أكله الخراب ونهشه الفساد ودمرته طغمة عسكرية ظالمة...كان يشعر ويرى حجم الفراغ الهائل الذي يوجد من حواليه مثلما كان متيقنا أنه رئيس معطوب الشرعية بعد "فوزه" في انتخابات أقل مايقال عنها أنها لم تكن شرعية ولا تعددية بعدما انسحب منها المرشحون الستة تاركين اياه ينافس ظله لأنهم فهموا أن النواة الصلبة للنظام أجمعت أمرها على اختيار بوتفليقة.
في هذه الأجواء غير المريحة له استجمع المخلوع كل مهاراته في المكر والدهاء تحركه الرغبة في الانتقام ممن أجبروه على اجتياز الصحراء طيلة عشربن عاما من 1979الى غاية1999 .. لقد شيد فوق الفراغ وعلى الانقاض خطابا سياسيا عاطفيا يلامس الشعبوية أحيانا مستغلا قدراته الخطابية..فكان أن اصبح له مشروعا لإطفاء نار الفتنة وتحقيق المصالحة الوطنية وبهذا الخطاب السياسي وعليه أسس نظاما عمر به عشرين عاما لأنه فهم بدهائه من أين تؤكل الكتف فمنح للجزايريين خطابا سياسيا ومشروعا للمصالحة ساهمت عدة عوامل في نجاحه فصدقته قطاعات واسعة من الشعب وبهذا استولى على الحكم وعاث فيه فسادا.
دهاء الرجل ومعرفته بالظرف وقراءته الصحيحة لتطلعات شعب خرج من عشرية سوداء دامية مكنته من ترقيع شرعيته المعطوبة بسياسة تقوم على شرعية الوئام والمصالحة بين الجزائريين وهو ما كانت تحتاجه الجزائر.
وزيادة في التودد للشعب استغل شرعيته بعد ترقيعها في الانتقام حتى من الجنرالات الذين جاؤوا به إلى الحكم حتى ينصب نفسه رئيسا حتى الممات لكن الاقدار كان لها قرار اخر في 22فيفري 2019.
شوهد المقال 333 مرة
التعليقات (1 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك