عثمان لحياني ـ في الأصل ..حكومة التبرير
بواسطة 2020-06-12 03:20:58

عثمان لحياني
الأصل في وجود الحكومات ووظيفتها لأن توفر الرفاهية لكل مواطن بما تعني سكن وعلاج ومدرسة كحق أصيل وتيسير سبل الحصول على سيارة وغيرها أيضا .
عندما تقر الحكومة بعجزها عن توفير ذلك ينتفي سبب وجودها الوظيفي ، وعندما تحاجج المواطن في حقه أو تحصر الحق على فئة دون أخرى، تصبح حكومة طبقية في حالة تسلل خارج الدستور الذي يقر بالحق والمساواة .
في غياب الحالة الديمقراطية في الجزائر، لاترتبط المسؤولية بالمحاسبة على المخرجات ، ولا الوظيفة بالمساءلة على النتائج والتعبيرات ، ولذلك لا يوجد معيار موضوعي للتعيين في المسؤوليات الحكومية.
ينتج عن ذلك هذا الوضع العبثي المستمر ، ويستمر ابتلاء الله لهذا البلد بهكذا وزراء تتزاحم الأفكار الغبية واللغة الرديئة في رؤوسهم ولماذا يقرءون من نفس الكتاب.
للشاعرة الجزائرية نجاح حدة مقطع شعري جميل وموحي يقول /الجرح يدمي الحذاء/ ، تعمدت نجاح أن تقلب الصورة الشعرية بحيث لم يعد الحذاء هو الذي يدمي القدم ويجرحها (ولذلك كنا نعضه قبل ارتداءه أول مرة) بل العكس .
الحكومة لا تسطيع أن تبذل تضحيات ضريبية لأجل توفير سيارات سياحية للجزائريين يقول الوزير، العكس هو الذي حدث ويحدث، الشعب هو من يبذل تضحيات ضريبية لتوفير سيارة وسكن ورفاهية لكل وزير ومسؤول ، وحتى ولو تضخمت الوزارة الواحدة الى ثلاث وزراء كما هو الحال في وزارة الثقافة، وهنا يمكن تفسير الأعباء المتضمنة في قانون المالية التكميلي.
التدبير الحكومي كل متكامل، يمكن للمختصين في الاقتصاد والمالية تفهم وشرح تصريح الوزير اياه ، لكن المواطن العادي يمكن أن يطرح معادلة بسيطة ومتناقضة ، الحكومة (الدولة) أوقفت توريد السيارات ولا تريد تيسير الحصول عليها ، وفي المقابل لم تنجح في خلق صناعة محلية للسيارات، ثم أنها -وهذا والأدهى-تخفق حتى الآن على الأقل في اصلاح النقل العام ، وتحسين خدمة النقل العمومي ، والتحكم في نظام سيارات الأجرة (الجزائر هي الدولة الوحيدة التي يحدد فيها سيارة الأجرة وليس الزبون الاتجاه) وخلق شبكة أكثر فاعلية في النقل الجوي والسكك الحديدية.
اذا أصلحت الحكومة خدمة النقل العام بمختلف أنواعه وخططه الزمنية وحسن وسائله على الأقل ، عندها فقط يصبح في امكانها أن تبرر موقفها من معادلة المواطن والسيارة .
شوهد المقال 297 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك