صحيفة الوطن الجزائري : زهور شنوف ـ #الجمعة66 لا تختبروا صبر "الصبارة" أكثر! زهور شنوف ـ #الجمعة66 لا تختبروا صبر "الصبارة" أكثر! ================================================================================ زهور شنوف on 05:38 23.05.2020 زهور شنوف يوم الجمعة 10 جانفي 2020 التقطت هذه الصورة.. كانت تمطر يومها.. تمطر بغزارة، وهذا الشاب يقف تحت شجرة في شارع الشهيدة حسيبة بن بوعلي، شعرت انه يرتعش داخل الثياب المبلولة.. لكنه يقف ثابتا وهادئا.. هم الصابرون هكذا دائما لا ترى ارتعاشهم لكن تنبهر بقدرتهم على المواصلة في اسوأ الظروف!الجمعة التي قبلها عدت من سفر قصير شعرت انه اطول سفر في حياتي، لم تغب فيها نقاشات الحراك عنا للحظة واحدة.. كل الأحاديث كانت حول أمنيات التغيير.. التقيت خلال ذلك السفر بجزائري متزوج من اوروبية، ويعيش في شارع من ارقى شوارع المدينة ويلتقي باستمرار باحد رؤساء حكومة ذلك البلد السابقين، الذي دخل الحكومة شابا وخرج منها شابا، ويركب دراجته او يتجول راجلا في المدينة كمواطن بسيط اليوم بعد ان غادر العاصمة عائدا إليها، حسب ما روى لي ذلك الجزائري، الذي حدثنا ليلتها عن أحلامه.. أحلام لم تفاجئني لان الرجل منخرط بكل ما فيه في حراك المجتمع هو وكل محيطه، طرقنا بابه ذات ليلة على الثانية صباحا لنصف السيارة عنده ونتجول في المدينة راجلين فخرج مشوشا "برافال عنابي ههه" "حطوها وروحو، وخلو الباب مفتوح راني مشغول" رد اخي "واش راك ادير" صاح منزعجا "راني مشغول نشوف لايف تاع مظاهرات فالبرج"! مظاهرات على الثانية صباحا.. ضحكنا ورد اخي " أوكي، امبعد نعيطلك احكيلي واش كاين"! الجميع هناك مثلنا يتابعون بدقة، قلق وشغف!أحاديثنا لم تكن إلا عن الحراك عن التغيير عن الاصرار عن التحول، عن الصبر الطويل في انتظار كل هذا، يقول ذلك الجزائري بعنابية رائعة "حاب ولدي يكون فخور وهو يحكي لأخواله عن بلده ويروح ليها مرفوع الراس.. طيط طيط" يضحك الجميع، أنظر لكعكة عيد ميلادي التي تذوب على الطاولة (مصنوعة من المثلجات في جانفي حبو يقتلو لخاطر قلتلهم لازم نرجع نهار الجمعة عندي الحراك ههههه) تذوب الكعكة والرجل يواصل "اذا حدث تغيير يمكننا جميعا المساهمة.. انا حاب نبني مدرسة في عنابة، يدرس فيها أبناء حومتي.. نهدر لاختي فلبلاد عنها دائما.. حابهم يقراو واش راه يقرا ولدي هنا".. على السجادة يلعب ابنه مع ابنة اخي.. عمره تقريبا خمس سنوات وجهه مضيء كقمر يتحدث بطلاقة ويستحوذ على الانتباه بذكائه، اقول لوالده "الامور ليست سهلة لكن الناس تحاول".. يرد مستنفرا "يزي م الهدرة هذي يا ختي راني شاك فيك انت خائنة للحراك.. ياو الدزيريين صبرو صبروووو بزاف.. ووالله ما نخلوهم يحشوهانا هذ المرة"..انه الصبر دائما وابدا! الصبر الذي جعل الشارع يتعرى عليهم يوم 22 فيفري "صبر الصبارة (النبات) حتى يخرجلها عمود فالظهر" سمعت هذا المثل منذ عشرين سنة تقريبا في مدينة تنس الجزائرية من مجاهدة في حرب التحرير وكانت تتحدث عن صبر الجزائريين قبل إعلان الثورة.. ومن يومها لم انساه ابدا..