العربي فرحاتي ـ خيرية وشرورية). أم (هوبسية ومكيافيلية ) ؟؟؟

بتسريب أو بغير تسريب ..بسذاجة أو بنباهة..تحاول نخب الوشاية وتسطيح التفكير في الظواهر والأحداث..أن تسوق لنا - عبر بلاطوهات حوارية مونولوجية - ما يجري من اعتقالات وتعيينات في أعلى هرم قيادة الاركان ..على أنه تصحيح لمسار خاطئ كان قد باشره "القايد المتوفى"..أو أنه صراع "الاخيار ضد الأشرار"..أوصراع " النوفمبريين الباديسيين ..ضد الاستئصاليين المستقورين،" وبعثوا لنا برسائل تفاؤلية واستبشروا خيرا حين انتهى الصراع بإزاحة الاستئصاليين الاشرار وكأنهم "شر البرية " وتثبيت النوفمبريين الباديسيين الأخيار وكأنهم "خير البرية "..ولا مؤشر على ما يدعونه إلا الرقص على سطوح الأحداث ..كما رقصوا وسوقوا للشعب اعتقالات جماعة السعيد والعصابة الاولى وعاشوا بها برهة بمقولة "التطهير الكاذبة "..نخب تكرر الكذب والتزوير ويصدق عليها وصف نخب "الوشائية"

..بعضها يمرر رسائل مسربة لأغراض التضليل..ونخب ساذجة لا تفرق بين "التوقع والتفاؤل" وتستبشر خيرا بعقل تصديقي ترويجي لكل ما يحدث..ولا تستطيع أن تدرك طبيعة الصراع لأنها مسلوبة التفكير ..!! لا أدري كيف يفكر هؤلاء ويريدوننا أن نصدق هذه الروايات التسطيحية وهذه السذاجة في قراءة المشهد المأساوي وهذا الضحك على الذقون..الشعب بفضل الحراك الشبابي بات أكثر وعيا بطبيعة صراع الاجنحة من حيث هو صراع غير أخلاقي .. وهو من نوع الجمع بين " الميكيافيلية الهوبسية" التي دأبت عليه السلطة منذ أن تأسست الدولة على صراع المواقع بين العصب (الشوابين ) بتواطئ عصابات الخارج.. صراع إحياء "العظام الرميم"..يحافظ على استمرارية دولة الريع فتحول عندها كل شيء إلى ريع للقسمة الضيزى (المال.. السياسة الشهادات.. الرتب العسكرية.. المناصب..الترقيات.. حتى الشعب)

..صراع هوبسي متأزم في حد ذاته ينذر ب (ازمة الازمة) أي التعفن..فلا باديسية ولا نوفمبرية..ولا خيرين ولا شريرين..ولا أستئصاليين ولا حمائم ولا صقور .ولا علاقة لهذا الصراع بالحراك (ضد أو مع ) إلا من حيث هو من تداعياته..ولا علاقة له بترتيب أمن الدولة بقدر ما هو ترتيب "أمن الحاكم" ..وإذ أن الحراكيين يدركون خطورة الوضع الصراعي - وما آل إليه من تردي - على مصداقية المؤسسة العسكرية ذاتها.. وبالتالي على الدولة ذاتها..فإنهم لا يرون فيه إلا تكرارا لما حدث عقب إلغاء الخامسة وما حدث من قبل مع كل مخرجات الانتخابات..حيث تصفية المنافسين للريع كما لو أنهم هم العدو وما تصفية البنفليسيبن من طرف البوتفليقيين عنا ببعيدة...الحراك من حيث هو نقطة تحول الوعي الشعبي لإنهاء استمرار الدولة الصراعية الريعية لا ينخدع أبدا بهذه التحليلات الوشائية أو الساذجة..ولا ينشغل أبدا بتنحية شخص وتعيين شخص ..ولا بتغلب جماعة على جماعة.. إنما هي عنده أعراض للأزمة من حيث هي أزمة نظام يفرز أزمات..الحراكيون منشغلون في هذه المرحلة من حراكهم بمعاناة الشعب والانسانية وبالوباء والانخراط العملي في مكافحته والتخفيف من معاناة الشعب بتنظيم الوقاية والتكافل والتآزر والتراحم الانساني.. ليسجل حضوره مع العالم بما يبديه من إبداعات وذكاء في مواجهة الوباء..وأن أحرار الحراك الشعبي السلمي ماضون في مشروعهم التغييري لوضع حد للهوبسية والميكيافيلية..فلا تلهيهم التسريبات والتحليلات والتعيينات والاعتقالات عن ذكر "السلطة للشعب " من حيث هو الطريق الأسلم للجيش والدولة والشعب..فهل يتعض هؤلاء المرجفون أنهم إن استطاعوا أن يخدعوا بعضنا..فلن ييستطيعوا أن يخدعوا الشعب أبدا..وإن استطاعوا أن يخدعوا الشعب.. فلن يستطيعوا أن يخدعوا التاريخ.. من حيث هو الآن للتحرر ..وأن استطاعوا أن يخدعوا التاريخ فلا ولن يستطيعوا أبدا أن يخدعوا الله ..فمكر الله اكبر من مكرهم ..فالنتق الله في هذا الشعب يا ذباب ..ونواجه الحقيقة كما هي ونحفظ جيشنا وشعبنا ووطننا.. اللهم احفظنا من السذاجة واحفظ الجزائر من كل سوء ..اللهم إرفع عنا الوباء والبلاء ..الثورة مستمرة .