السعدي ناصر الدين ـ رسالة الى المعلم الجزائري
بواسطة 2020-04-18 14:13:28

السعدي ناصر الدين
في العدد الذي صادف يوم العلم عام1985كتبت " رسالة الى المعلم" على صفحتين من مجلة "الوحدة" التي كنت فيها امينا عاما للتحرير..الرسالة كتبتها باليد على ورق كراسة الدروس كي تأخذ فعلا شكل رسالة من تلميذ وصُورت ونُشرت كما كتبتها بخط يدي..كانت في مضمونها عبارة عن عرض حال بلادنا في ذلك الوقت حيث بدأ تطبيق المادة 120 سيئة الصيت من القانون الداخلي لجبهة التحرير الوطني التي تمنع اسناد اية مسؤولية لشخص غير منخرط في الحزب فغادر عدد كبير من الاطارات مواقعهم لتحل محلها جماعات متسلقة. وكان عبد الحميد ابراهيمي "بومارطو زمانه" قد انجز مهمة كسر الشركات الوطنية وتفتيتها. وكانت سوق الذمم قد فتحت لاول مرة في تاريخ البلاد والاشراف خاصة منهم من ساهموا في تاميم المحروقات عام 1971 يتهمون بالعمالة والتآمر على امن الدولة وكان الانهيار على الابواب..المهم كانت الرسالة الموجهة الى الشيخ عبد الحميد بن باديس في ذكرى مرور 45 عاما على رحيله مليئة بالحسرة والالم والغيظ والغضب وايضا بالتحذير من اننا ننقاد الى وضع صعب للغاية. طبع العدد بلا مشكلة لان المطبعة هي ملك للمجلة لا يوجد بها رقيب غريب ومن يراقب ويوقع الامر بالسحب هو انا من موقعي كمسؤول على متابعة انجاز المجلة..وجرى التوزيع بشكل عادي.
كنت في ذلك اليوم غائبا عن المجلة لا اذكر بالضبط سبب الغياب وقد كان ذلك عاديا، ففي يوم الصدور يخف الشغل عموما خاصة بالنسبة لي وفريق سكرتارية التحرير. لم ينتظر مدير المجلة الزميل محمد الصغير قارة الذي صار نائبا في البرلمان ثم وزيرا، عودتي الى العمل في اليوم الموالي للاستفسار حول دوافع نشر تلك الرسالة بل زارتي وخرجت اليه وركبت معه في سيارة R16 السوداء واخبرني ان " الحالة تغلي" في قيادة جبهة التحرير بسبب تلك الرسالة وانهم " عصروه". ولامني بهدوء لان الوقت ليس وقت مثل هذه الامور في اشارة الى مواجهة قيادة البلاد لقوى تهدد الامن والاستقرار. المهم انا طمأنت المدير بأن النية صادقة ولا يندرج ما بدر مني في سياق اية محاولات من اي جهة.. هي فكرة اردت ان تتميز بها المجلة في يوم العلم بحيث كسرت الطرق التقليدية للحديث عن هذه المناسبة وخاطبت المعلم الشيخ ابن باديس برسالة.. قلت له هذا وانا اعلم انه دافع عني وسبق ان فعلها كلما احرجت كتاباتي قيادة الحزب .. المهم مرت سلمات عليه وعلي. ففي تقاليد الحكم في الجزائر يمكن ان تخطئ ولا تعاقب ان ثبت انك تتصرف لوحدك ولست طرفا من جهة منظمة تناوئ السلطة..
حاولت ان اكتب رسالة هذا العام لكنني لم اعرف من اين ابدأ والى اين انتهي..فهل يوجد بينكم من يقدر على تلخيص وضع البلد في رسالة للمعلم في ذكرى مرور80 عاما على رحيله؟
شوهد المقال 331 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك