عبد الجليل بن سليم ـ تعليق على مقال الدكتور ناصر جابي : لماذا لن تتحرر الصحافة عن قريب في الجزائر؟
بواسطة 2020-04-15 07:42:34

د. عبد الجليل بن سليم
أولا و دون أي مقدمات، التركيبة النحوية لعنوان المقال توحى الكثير عن طريقة تفكير صاحب المقال ! استعمل أداة الجزم لن و القاعدة تقول عندما تدخل أداة الجزم على الفعل المضارع فلن تحقق الفعل مثال توضيحي : سيدي ربي قال في القرأن : وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ. و بالفعل لم يؤمن مع نوح إلا الذين امنوا معه يعني العدد تاعهم مازادش.
......أعود إلى المقال ......
علينا أن نحدد المفاهيم و نطرح السؤال هل إستعمال كلمة حرية الصحافة مفهوم صحيح ؟؟ الإجابة : طبعا لا الصحافة لا تحتاج إلى حرية بل إلى إستقلالية لكي تنفذ مهمتها كسلطة رابعة مثل استعمالنا إستقلالية السلطة القضائية. إدا تحررت الصحافة من قيود النظام سوف تسقط في قيود أصحاب الاشهار و تبقى في حلقة مفرغة و لا تخرج من صناعة شيء سادكره بعد قليل (اضربوا النح )
الان السؤال المطروح ماهو الاعلام الذي يحتاجه حراك الشعب؟؟ طبعا و دون أي شك اسجل تضامني من القنوات و الجرائد التي يتم التضيق عليها و حتى التي تم غلقها لكن يجب أن نتحلى بالموضوعية هده القنوات و الجرائد لم تقدم خدمة للحراك الشعبي !! نعم لم تقدم خدمة تسمح بان يحافظ الحراك على قاعدته الشعبية هدا القنوات كانت تعلق على سلوك النظام الذي كان بمثابة تحطيم لصورة التي رسمها النظام في عقل الشعب و بالتالي النظام لجأ إلى أنصاف الحلول المتمثل في الردع و غلق هده القنوات . إن النظام الجزائري يبني علاقته مع الشعب على أساس نظام سلطوي أو الصورة الرمزية لسلطة الاب لهدا كل سلوك النظام يعبر على فكرة أنا الذي أعرف مصلحة الشعب التي تختصرها فلسفة صورني و أنا ندشن صورني و أنا أحمل الكراتين تاع المواد الغدائية . و لكي ينجح النظام في هذه السياسة لجأ إلى اعلامه الذي كان إعلام يصنع الإقناع و لا يصنع الإنطباع (و هدا الشيء الذي أشرت إليه قبل قليل )
لسوء الحظ إعلام الحراك لم يخرج من دائرة صناعة الاقناع حيث أنه ضيع الوقت الكثير في إقناع الشعب بان النظام شيء خطير مع أن هدا الشيء يعرفه الشعب، عندما دخل إعلام الحراك في هذه المعركة مع النظام ، النظام فاز عليه لان النظام كان يملك شيء لا يملكه إعلام الحراك و هي أموال الاشهار و المال العام (المال أحد أعمدة الانظمة الدكتاتورية لشراء الذمم ، نشر إلاديولوجية و شيطنة المعارضة )
الان أي إعلام نريد ؟؟ نريد إعلام يتجاهل سلوك النظام ، إعلام يصنع الإنطباع الذي يساعد في كسب قدرت التحليل لكي لا نسقط في فخ الإقناع الذي يمارسه النظام
و هنا علينا أن نفكر بصوت عالي ما هو الشيء الذي يهدد الديمقراطية ؟؟
يقول Tony Benn الذي كان كان عضو في مجلس العموم البريطاني عن حزب العمال :
If democracy ever dies, it won't be the red army, it will be the media that will destroy democracy; by denying people the voice so they can tell the government what they want
يعني وسائل الاعلام سوف تحطم الديمقراطية عن طريق حرمان الشعب من إيصال صوته لحكومة و هنا أتذكر هذه العبارة
la presse ne fait pas son travaille noble si elle ne parles pas sur les isolés et nécessiteux
الحل : يجب على الحراك ارساء إعلام جديد ليس إعلام الصور و السلفي أو التعليق على ما يفعله النظام بل يجب إعلام تحليلي متجرد من أي إديولجية يمد بدائل عن طريق مقالات هرمية تبدأ بطرح المشكلة ثم سبب المشكلة ثم كيف تم التعامل مع المشكلة، ثم كيف كان يمكن تجنب المشكلة، ثم طرح البديل مثلما تفعل جريدة Haaretz في الكيان الصهيوني.
شوهد المقال 258 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك