سليم بن خدة ـ ثمة ما يدفع إلى نوع من التفاؤل...العدد في تصاعد في الجزائر لكن لا داعي للذعر والتهويل
بواسطة 2020-03-31 03:09:08

د . سليم بن خدة
العدد في تصاعد، هذا كان منتظرا، لكن لا داعي للذعر والتهويل، و لا يعني أننا نهون من الأمر، فعلى عموم الناس الالتزام الصارم بالحجر المنزلي والبقاء في البيوت، وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى مع الأخذ بالتوصيات الصحية، فكسر سلسلة انتقال الفيروس لا يتم إلا بالعزلة الاجتماعية والتباعد، وهذا من شأنه التخفيف من ذروة الوباء ومعاناة المستشفيات المهترئة أصلا بعد عقود من تسيير العصابة والفساد المبرمج. فلن تستطيع منظومتنا الصحية المتهالكة مواجهة هذا الوباء الذي هزم دولا لها منظومة صحية راقية.
ولكن هناك قرائن وإشارات ميدانية تدفعنا إلى نوع من التفاؤل وربما ستخفف من وطأة الجائحة وآثارها السيئة
-متوسط عمر عمر الجزائريين أقل بكثير من متوسط عمر الدول الغربية، وكل الإحصائيات تؤكد أن ارتفاع السن يمثل العامل الرئيسي للوفيات، ومضاعفات الإصابة بفيروس "كورونا". وكانت نسبة الوفيات مرتفعة جدا في أوروبا العجوز داخل مؤسسات رعاية الشيخوخة. والحمد لله، ما زالت نظرة المجتمع عندنا لكبار السن تتميز بالاحترام ونوع من القداسة لما تمليه تعاليم ديننا وقيمنا، فمعظم المسنين الآن تحت رعاية عائلاتهم وأسرهم وفي أماكن آمنة.
-بدأنا العزلة المنزلية مبكرا نسبيا مقارنة بإيطاليا التي بدأتها بعد أن تجاوز الوفيات الـ500. وكان حراكنا الشعبي الحضاري واعيا وصائبا عندما علق المسيرات والتجمعات حفاظا على الأرواح وحاضنته الشعبية، هذا في الوقت الذي أظهرت فيه السلطة الفعلية ترددا وتماطلا في المبادرة بمواجهة الأزمة ابتداء.
-قرب فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، وهذا من شأنه إضعاف انتشار الوباء.
-الاكتشافات العلمية الجديدة التي تسير بوتيرة سريعة، فمثلا هناك دراسة أسترالية حديقة تشير إلى أن اللقاح ضد السل قد يكون له أثر إيجابي ويقلل من آثار "كورونا"، و نحن معلم ان هذا اللقاح اجباري في أوطاننا خلافا للبلدان الغربية. كذلك فائدة دواء"الملاريا" (كلوروكين")، التي تؤكدها بعض الدراسات وزد تقدم البحوث والمختبرات في صنع اللقاح....
وكل ذلك يجعلنا نأمل أن تكون العواقب أخف مما نراه في البلدان الغربية . وهذا لا يدفعنا إلى التهاون والاستهتار بالتعليمات الوقائية، بل إلى مزيد من الصرامة والانضباط بالحجر المنزلي وإجراءات الوقاية مع مزيد من التكافل الاجتماعي. ولا علاقة لحديثنا هذا مع "السيطرة" على الوضع والتعتيم التي تمارسه السلطة، فهذا زاد من الضرر وأثار الرعب والفزع.
شوهد المقال 447 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك