العربي فرحاتي ـ الحراك والكورونا (ماكانش كورونا كاين حقرونا)
بواسطة 2020-03-15 01:06:45

د. العربي فرحاتي
يبدو أن السلطة الفعلية بدأت تتعاطى مع وباء الكورونا كما وصفته وصنفته منظمة الصحة العالمية..بجدية احترازية ووقائية بقرارها تعطيل الدراسة في المدارس والثانويات والجامعات والمدارس القرآنية..الخ
وبغض النظر عن واقعية هذا القرارات مع حجم انتشار الوباء في الجزائر والذي لا يتعد ٣٠حالة..مع تسجيل وفاة مصاب..فإن قرار السلطة الذي نصفه بالايجابي مهما كان الغرض منه ومهما كانت لاواقعيته..فهو لا يخلوا من المبالغة والتوظيف السياسي لضرب الحراك الشعبي.. فالسلطة تستثمر مناوراتها ضد الحراك في كل شيء بما في ذلك الوباء..وفي غياب التام للثقة بين المواطن والسلطة وغياب العقد الإجتماعي
فإن المواطن الحراكي خاصة وأغلبية الشعب بصفة عامة يتلقى اجراءات السلطة الاحترازية والوقائية وخطابها الجدي حول خطورة الكورونا بالشك والريبة فلا يثق في أي معلومة إحصائية تنشرها ولا يلتزم بنصائحها فكما قال احد المواطنين "ماكانش كورونا كاين حقرونا " ومن حق الشعب أن يطرح السؤال: لماذا لا تتخذ قرارات توقيف الرحلات بين الجزائر والدول الأكثر تضررا من الوباء ؟..ولماذا هذا التهويل لأحداث الهلع.. والشعب لا يرى برنامج في الافق واضح للوقاية من انتشار الوباء ما عدا فرض "تعطيل المدارس المعطلة أصلا " وتقليص زمن الجمعة ولا ندري ما علاقة هذا التقليص الزمني بكورونا ..هذا ما يدل على سياسة " أفعل أي شيء"..ومع أن الشعب الجزائري لا يستهين بهذا الوباء العالمي وهو واعي بخطورته..وأن التعامل مع الوضع الوبائي بات يقتضي من كل إنسان في أي بقعة في العالم الجدية والالتزام بالنصائح الطبية الوقائية..حتى لا يتسبب في هلاكه وهلاك غيره ..فإنه سيواجهه بكل جدية كما واجه الطاعون وما يعرف بالتفيس وغيرها من الوباءات التي مرت عليه..والحراكيون الاحرار سيستمرون في الخروج في المسيرات السلمية ولا يتخلوا عن مشروعهم التحريري من الاستبداد مهما كان فالثورة التحريرية لم تتوقف رغم انتشار الوباءات والمجاعات ..سيخرجون متكلين على الله وواثقين من رحمته على عباده ..سيخرجون ويردون بقوة على تصريح زير الخارجية غير المسؤولة وهي "الكورونا" التي يهتم بها الحراك أكثر...سيخرجون ثوريين أصلاء وقائيين مقدمين الأسباب اللازمة بالالتزام بالنصائح الطبية العالمية في اتخاذ كل إجراءات الوقاية لمنع انتشاره بين الحراكيين. وسيلتزمون بكل ما يلزم لمنع انتشار الوباء أكثر بين الموطنين فالشعب لا يتخذ هذه الإجراءات للتعبير عن وعيهم وإرسال رسائل إلى العالم بأنه يساهم في مشروع الصحة الوقائية فحسب ..بل يلتزم بها بوصفها واجب ديني أيضا ..ولا تلقوا بأنفسكم إلى التهلكة..وقل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا ...اللهم احفظ الشعب الجزائري واحراره في الحراك من كل وباء ...الثورة مستمرة .
شوهد المقال 397 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك