عثمان لحياني ـ بلاء وطني ..تخوين المعارضين وتجريم التظاهر في الجزائر
بواسطة 2020-03-11 22:47:12

عثمان لحياني
أسرألة (اسرائيل) الحراك ، تخوين المعارضين، وتجريم التظاهر، وغياب العقل السياسي.. ظهرت اليوم أربع مستويات في الخطاب الرسمي ازاء الحراك كحالة شعبية ومطلبية سلميةـ لكنها أربع تصب في منحى واحد وهو المنحى الأمني الذي يعتقد ان السلطة انتهت اليه كخيار أخير للتعامل مع الحراك وانهائه بالقوة.
ثمة قاموس واحد يقرأ منه رجال السلطة حتى وان اختلفت المراحل، فتصريح كمال بلجود اليوم الذي يستدعي فيه مفردات التخوين وعناصر العمالة ونوايا الهدم هو نفسه تصريح أحمد أويحيى بعد الجمعة الأولى باتهام الحراك بدفع البلد الى المحرقة السورية ، يقترب في المبنى والمعنى من التسجيل المسرب لعبد المالك سلال عشية الجمعة الثانية، وهو نفسه تصريح نور الدين بدوي في أدرار قبيل الجمعة الثالثة ونفسه تصريح سيىء الذكر صلاح الدين دحمون في نوفمبر الماضي .
اشادة وزير الداخلية بقمع المظاهرات السبت الماضي (التي كانت بروفة أمنية )والتماهى مع انكار مديرية الأمن العام ، واعلان رئيس الحكومة ضيقه من احتلال الفضاءات العامة، يؤكد- اضافة الى القرارات القضائية الصادرة اليوم- أننا أمام تسليم بالحالة الوطنية للمنظومة الأمنية وتوفير تغطية سياسة لشرعنة لمنع المظاهرات ولقمع واطلاق يد الشرطة ضد المتظاهرين في وقت لاحق.
دون أن تقدم السلطة البدائل المقنعة للجزائريين ، ودونما توفر مظاهر تؤشر على وجود تغيير سياسي حقيقي وتعمق الاطمئنان بتوجه نحو الاستجابة لسؤال الديمقراطية ، تبادر الحكومة الى اسقاط حق دستوري بالتظاهر السلمي، هو بالنسبة للجزائريين الضمان الذاتي والوحيد للحصول على مكاسب ديمقراطية .
يتناقض هذا كله مع خطاب التهدئة والحوار الذي أعلنه الرئيس تبون، ومع وصفه للحراك بالمبارك وللمظاهرات بالظاهرة الصحية والديمقراطي، لكنه يقود الى محصلة واحدة أيضا ، أن الحكومة التي يبدو أنها متشجعة بمواقف بعض القوى التي عدلت مواقفها لصالحها،عاجزة عن الابداع والعقل السياسي مازال معطوبا والحكمة مغيبة الى أجل، وأن السلطة ليس لها خارج افتعال الصدام ومربع الأدوات الأمنية من تفكير.

شوهد المقال 263 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك