نوري دريس ـ قوة الثورة الشعبية السلمية الجزائرية في طابعها الأفقي

د. نوري دريس
قوة الثورة الشعبية السلمية هي في طابعها الأفقي، وعدم قدرة السلطة على إيجاد رأس لها يمكن توجيهه أو احتواءه. نظريا، التنظيم والهيكلة أمر جيد ومفيد، ولكنه عمليا غير ممكن، لأننا لسنا أمام حركة احتجاجية فئوية، نحن أمام حركة ثورية تضغط من أجل جعل السلطة شأنا عموميا، يتم التداول عليه بقواعد يتفق عليها الجميع، ويتم مراقبتها وتقييدها بالمؤسسات والقوانين والصحافة الحرة والفضاء المستقل. لا يمكن لأي تنظيم أن يكون مفيدا وفعالا قبل تحرير فضاء الممارسة السياسية. ثمة حساسية شعبية تجاه كل التنظيمات، المعتمد منها أو غير المعتمد، ولذلك سيستمر النضال جماعيا بطريقة سلمية إلى غاية تحرير فضاءات يمكن للتنظيمات الرسمية أن تكون لديها فعالية في ادماج الجزائريين في الحقل السياسي. خلال ثلاثون سنة من التعددية، أدرك الجزائريون أن وظيفة الأحزاب والجمعيات هي إخراج المجتمع من الشأن العام، وافراغ العمل السياسي من مضمونه، واصطياد الزبائن والتشويش على المناضلين. لا يمكن ممارسة السياسة دون وجود حقل سياسي تحكمه قواعد لعبة يعترف بها الجميع، ويحميها القضاء وتحرصها الصحافة الحرة...
شوهد المقال 247 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك