سعيد خطيبي ـ سنة أولى حراك
بواسطة 2020-02-23 01:46:45

سعيد خطيبي
في أكتوبر 1988، عاشت الجزائر ثورة شعبية ضد النّظام، كانت لحظة فارقة، ترتبت عنها تغيّرات جوهرية في البلد، وكان يمكن لها أن تكون لحظة تحوّل أشمل في شمال إفريقيا، لكن بعد مرور ثلاثة عقود، بالكاد نعثر على مراجع أو وثائق جادّة تذكّرنا في تلك الحقبة، وتدوّن ما حصل فعلاً. لقد قامت آنذاك «ثورة بلا تأريخ». ثورة تداولتها الألسن وحملتها ذاكرة مثقوبة للذين وُلدوا من بعدها. نتذكّر اليوم هوامش صغيرة من تفصيلاتها، لكننا نجهل دوافعها ومجرياتها خارج المدن الكبرى. وهو أمر ساعد النّظام في توطين النّسيان ومواصلة الحكم بالعصا والرّصاص.
هذا ما حصل في الماضي ولن يتكرّر الآن، فالإنترنت هي القاموس التّاريخي الذي ندوّن فيه ثورة 2019، هي الكتاب الذي لا يتوقّف عن استثارتنا كي لا نقطع حبل الوريد مع حاضرنا هذا. إن «أنتلجنسيا الإنترنت»، التي أفرزتها الأشهر الماضيّة، لن تكرّر أخطاء من سبقوها، لن تنتظر صحائف تنشر، وأخرى تضيع في دواليب البيروقراطية، أو تصدر مبتورة من فصول مهمّة، لأنها تكتب يوميات الحراك الشّعبي، ساعة تلو الأخرى، مع شهادات ساخنة، على رعونتها أحيانًا، هي الأرشيف الذي سيظل محفوظاً، بعد ثلاثين سنة من الآن ويزيد.
شوهد المقال 347 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك