جباب محمد نور الدين ـ النظام : الحراك وراءه والخراب أمامه ولا مفر له
بواسطة 2020-02-23 00:32:03

د. جباب محمد نور الدين
لا أزال أذكر كان يوم جمعة من سنة 2001 عندما اتصل بي الصديق عبد العزيز بوباكير من مقر " الخبر الأسبوعي" وقتها كان الصديق بوباكير، رئيس تحرير" الخبر الأسبوعي " وأخبرني أن وفدا من السفارة السورية بالجزائر زاره إلى مقر الأسبوعية وسلمه ردا على مقال كنت قد نشرته حول سوريا وكان ذلك بعد بيان أصدره ألف 1000 مثقف سوري ومن صفوة النخبة السورية .
بيان الألف مثقف سوري كان تأييدا لما سمى آنذاك ب "خطاب القسم" أي خطاب تنصيب بشار الأسد حاكما لسوريا خلفا لأبيه، وكنت قد تابعت الخطاب على الفضائية السورية حيث وعد بشار الأسد الشعب السوري ،بسوريا جديدة تنعم بالحرية بالديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية الصحافة واستقلال القضاء
المقال الذي نشرته احتل صفحة كاملة وبسببه أصبحت غير مرغوب فيه في الشقيقة سوريا، قلت فيه أن تحقيق ما جاء في خطاب القسم مرهون برحيل النظام ورحيل النظام الطائفي ورحيل بشار الأسد هو نفسه الذي يسيطر على الحكم باسم أقلية لا تتجاوز عشرة بالمائة من الشعب السوري وبينت أن سوريا تسير نحو المأزق القاتل .
اليوم جميع الأنظمة العربية تعيش مأزقا حقيقيا لأنها وصلت إلى حدودها التاريخية ولم تعد قادرة على إضافة شيئا جديدا إلى شعوبها إلا الدمار والخراب و الحروب الأهلية .
إذا ابتعدنا عن الأوهام ، فإن النظام في الجزائر لن يكون استثناءا فهو مرشح لأزمة عميقة لأنه هو الأخر وصل إلى حدوده التاريخية ولم يعد يملك شيئا جديدا، وكل الصراعات التي شاهدناها هي صراعات داخل أجنحة النظام لا علاقة لها بالمجتمع .
لكن النظام، وأنا استبعد ذلك، رغم أني لست من أولئك الذين يرفعون شعار" يتنحاو قاع "، لا يزال عنده متسعا من الوقت لكي يقود الجزائر نحو بر الآمان، والخطوة الأولى الأساسية التي تعد مدخلا لإصلاح حقيقي وصادق، مرهونة بالانفتاح الحقيقي على الشعب وعلى وقواه الحية الحقيقية والسماح له بتنظيم نفسه بشكل حر وديمقراطي لكي يفرز نخبته الحقيقية التي تمثله حقيقة ويكون بوسعها وضع برنامج وتصور حقيقي للخروج من هذا المأزق وهذا الانسداد الذي كلما طال كلما اقتربنا أكثر من الخراب.
شوهد المقال 334 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك