عثمان لحياني ـ عام على الثورة
بواسطة 2020-02-22 00:11:59

عثمان لحياني
في لحظة فارقة من التاريخ ، تفاعلت فيها كيماء الثورة مع عنفوان الانسان الجزائري ، أنقذ الحراك الجزائر من اغتيال مدبر ومن مغامرة سادية ومقامرة قاتلة ورمم صورة البلد وأعاده الى حركة التاريخ وبنية الجغرافيا.
أضاف الحراك صفحة في كراس مجيد وعزز العلاقة مع العقيدة الثورية ورموزها والعلامات المضيئة في التاريخ الوطني التي احتفي الحراك في كل أسبوع على مدار سنة كاملة .
أعاد الحراك رسم القيمة السياسية للانسان وأقام مصالحة تاريخية مزدوجة بين الجزائري مع السياسة والشارع كفضاء للتعبير السياسي ، وأعطى أيضا معنى للمكان والساحات المهجورة .
كشف الحراك زيف الدولة المؤسسة على البيداغوجيات الشمولية، وعري حد الانكشاف الواجهة المدنية للعسكريتارية، وفضح استعدادها المستمر لاحداث شروخ مجتمعية من أجل البقاء في الحكم.
رفع الحراك الغطاء عن خيانات النخب الريعية وفساد الاعلام المضلل الموبوء بالصنمية ، والمجموعات الثقافية الجشعة التي تعيش على الغنيمة والأكاديميات المزيفة التي تتمعش على حواشي السلطة .
ثبّت الحراك "السلمية" كقيمة وسلوك وأداة نضالية، وألغى فاعل الخوف ، ورفع ثمن الشجاعة وأذل السجن وتفوق على العقل الأمني وعلى التدبير المخبري الظلامي المتغطرس.
ساعد الحراك المكونات المجتمعية على القفز خارج دائرة الكهنوت السياسي ، وتجاوز الجدران الوهمية أقامها النظام بين التيارات ، واعادة توجيه الكتلة الوطنية نحو المسألة الديمقراطية وطرح الأسئلة الجوهرية المرتبطة بالممارسة الديمقراطية .
لم ينجز فبراير كل استحقاقته بعد، والمسؤولية التاريخية للحراك الشعبي مرتبطة بالاستمرار كحالة يقظة مجتمعية تصد كل محاولات اعادة نتاج النظام السابق والابقاء على الانتقال الديمقراطي في مجمل أبعاده كعنوان مركزي ، وضمن أدوات نضالية متعددة يأخذ فيها المنتظم المدني والسياسي حيزا أكبر للتدخل بفعالية في صياغة محددات مرحلة الاصلاح السياسي .

شوهد المقال 362 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك