عبد الجليل بن سليم ـ الحراك...الشعب....مسلم مابعد الموحدين
بواسطة 2020-02-04 22:50:27

عبد الجليل بن سليم
الحراك...الشعب....مسلم مابعد الموحدين... great depression .... lost generation
قبل 22/2 كانت الجزائر تعيش great depression و هناك جيل ضائع الذي كبر في فترة الأزمة الامنية, و هنا نطرح السؤال: هل قبل 22/2 بالاضافة إلى great depression كنا مجتمع متخلف؟؟!!
لم نكن مجتمع متخلف بل كنا مجتمع بدائي أو مجتمع إنسان ما قبل إكتشاف النار؛ عندما إكتشف الانسان البدائي النار أصبح الانسان إجتماعي؟؟!! نعم النار جعلت من الانسان إجتماعي حيث كان الانسان البدائي يجتمع حول النار للدفء و كان الذي يحمل النار يجتمعون حوله لان النار كانت وسيلة دفاع ضد الحيوان (نعم الانسان البدائي كان فريسة). هذا التجمع حول النار جعل الانسان يتحد مع الاخرين لصيد و الحماية و البقاء.أو كما يقال في الانثربولوجيا التكامل collaboration هو السبب في بقاء الجنس البشري.
لقد كان المجتمع الجزائر مجتمع أساس سلوكه هو المصلحة و كانت كلمة أنا هي المسيطرة لم يكن هناك أي وجود لكلمة نحن و لتوضيح أكثر نعود إلى مصطلح great depression، في التاريخ الامريكي هناك فترة مهمة اسمها الكساد الكبير أو great depression هي أزمة إقتصادية عاشتها أمريكا ما بين 1929 إلى 1933و بما أنه في أمريكا كان هناك أدباء يترجمون وضعية مجتمعهم أطلق الكاتب الامريكي ernest hemingway على الجيل الذي كبر في هذه المرحلة إسم الجيل الضائع lost generation و تكلم باسهاب على هذا الجيل في روايته The sun also rises (اللي حاب يقراها ) هذا الجيل بماذا كان يتميز : حب الذات والخمول الذهني و سيطرت المادة و السلوك البراغماتي.
يأتي 22/2 الذي إعتبره أهم منعرج في تاريخ الجزائر الحديث هدا التاريخ لم يكن فرصة الشعب في الرجوع إلى الشارع و يذكر النظام بانه هناك شيء إسمه شعب لكن حراك 22/2 كان فرصة للشعب لكي يعرف نفسه و يعود إلى فكرة التكامل و عرف أنه كتلة واحدة و هدا ما أزعج النظام الذي أراد أن يفككه بكل الطرق، و لسوء الحظ النظام نجح و لو نسبيا في أن يعيد الشعب الجزائري إلى إنسان ما قبل إكتشاف النار و يظهرشيء خطير في بنية و تركيبة المجتمع الجزائري كان المفكر مالك بن نبي الله يرحمه تكلم عليه و هو مسلم (انسان) ما بعد المحدين !!
عندما سقطت دولة الموحدين الانسان المسلم لم يطرح السؤال الذي يجب و هو لماذا سقطت هذه الدولة لمادا كانت لها القابلية لانحطاط ؟؟!! و عوض أن يطرح السؤال، المسلم بعد سقوط هذه الدولة رجع إلى نقطة الصفر و هي حياة البداوة و بدأ الناس يبحثون عن أي شيء في ماضي أسلافهم يتمجدن به، و هدا ما رأيناه منذ شهر أفريل عندما ظهرت فكرة أن الجزائر أرض فينقية كنعانية و رجوع مصطلح الزواف و إستعماله ضد أي إنسان يرى في الحراك فرصة في التغيير!
مالك بن نبي في كتابه وجهة العالم الاسلامي (في هدا الكتاب تكلم على فكرة مسلم ما بعد الموحدين ) المسلم رفض فكرة التحليل و النقد لاوضاعه، لانه بكل بساطة تم ابعاده عن صنع مصيره فاصبح لا يملك الميكانيزمات التي تساعده على فهم وضعه لهدا فضل الرجوع إلى الأسلاف لكنه نسى أن الأسلاف لا يملكون الإجابة لكل الاسئلة و هنا فضل إنسان ما بعد الموحدين أن يطلق الاحكام على الاخرين لكي يتسنى له تصنيفهم لكي يعرف كيف يتعامل معهم (السلوك البراغماتي الذي تكلمت عليه في البداية ) و بالتالي لكي ينجح حراك الشعب من الخروج من هذه المشكلة الخطيرة علينا جميعا أن نفكر في مشروع سياسي يضع الشعب في مكان يسمح له بان يصنع مصيره و يكتسب القدرة على التحليل و النقد، التحليل و النقد هما حجرا الأساس لنجاح أي فكرة تغيير .
شوهد المقال 641 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك