حميد بوحبيب ـ مثقف آخر للطعن في الحراك : أحمد بن سعادة
بواسطة 2019-12-04 23:39:22

د. حميد بوحبيب
مثقف آخر للطعن في الحراك :
بعد معڨال ، يستنجد النظام بمثقف آخر هو أحمد بن سعادة صاحب كتاب :
Arabesques.
Enquête sur le rôle des États-Unis dans les révoltes arabes »
هذا المثقف الذي يعيش في مونتريال ، ويشتغل على ما يعرف بتصدير الثورات، جاء اليوم ليسهم في الثورة المضادة ويعرض خدماته على النظام، عبر أمواج القناة الثالثة .
في الحقيقة هذا أكثر مكرا ودهاء من معڨال، فهو يزعم أنه ليس ضد الحراك ، وأنه فقط غيور على استقلالية الحراك ، وفضح الأيادي الأجنبية ...اوكي ، فماذا في جعبتك يا أحمد ؟
على مدى تدخله، حاول جاهدا أن يثبت بأن الولايات المتحدة، عبر أجهزة ومنظمات غير حكومية ، تحاول منذ سنين اختراق كل الحركات الثورية في العالم لتوجهها الوجهة التي تريد، بوسيلة زرع عناصر لها وتمويل منظمات وتقديم استراتيجيات...الخ
وهذا كلام تعرفه أي عجوز في بلاد القبائل من خلال أغنية سليمان عازم ، "زيگ ذ الروس اذ ماريكان ثورات يرناد الشينوا ".
بعد ذلك يحدثنا السي احمد عن المدرسة الصربية التي ظهرت على أعقاب الثورة ضد ميلوزيفيتش ، ويقدم لنا مستشار الثورات ، المدعو
Srdja Popovic
لينتهي إلى فكرة عامة مفادها ، أن نشطاء من العالم العربي تلقوا تكوينا في صربيا وفي أمريكا بناء على فلسفة تصدير الثورات ، وكيفية الإطاحة بالدكتاتورية دون إراقة دماء وفي أسرع وقت ممكن . ويلمح السي احمد أن أحد النشطاء الجزائريين منذ 2009 كان معهم .
ثم يشير إلى بعض الجمعيات التي تلقت تمويلا من منظمات أمريكية ويسمي جمعية راج ...
وأخيرا يحاول أن يقدم ما يسميه قرائن تدل على أن حراكنا مخترق وهي :
- تقديم ورود للشرطة وأخذ سيلفي معهم في المسيرات ، بدل اعتبارهم اعداء أو الهجوم عليهم .
- توزيع قارورات المياه والفواكه وإعداد اللافتات الموحدة عبر الولايات.
- ظهور بعض الرموز مثل قبضة اليد وهي في نظره رمز فرضته تلك المنظمات ...
- اللجوء إلى السخرية والضحك والاستهزاء برموز النظام ، بشكل إبداعي كاريكاتوري.
بعد كل هذا تسأله الصحفية هل لديك أدلة قطعية على تورط عناصر من الحراك مع جهات أجنبية ؟
يجيب ...لا ليس عندي دلائل قاطعة على حالات بعينها ، ولكن الأمر واضح ...!
بالعربية ، السي احمد توصل إلى اختراع البارود من جديد !
شوف يا السي احمد :
_كتاب ارابيسك الذي تزعم أنه تحقيق أو تحري في دور الولايات المتحدة في الثورات العربية ، مجرد اجترار لما هو متوفر في الانترنت منذ 10 سنوات على الأقل .
فالولايات المتحدة ، وغيرها من القوى العظمى في هذا العالم لم تخف نيتها في الدفاع عن مصالحها بكل الطرق ، بما في ذلك اختراق الثورات الشعبية ، وحتى المنظمات الإرهابية .
_ استعانة الحراك بدعم أجنبي طبيعي جدا ، فكل الثورات في العالم ، بما فيها الثورة التحريرية ، تلجأ إلى شبكات صداقة توفر لها قليلا من الدعم المالي والإعلامي ، فالثورة التحريرية حصلت على أموال وسلاح من جهات متعددة في العالم ولم يجد في ذلك أحد نوعا من الخيانة أو خدمة أجندات أجنبية .
فالتضامن العابر للحدود والجنسيات لن توقفه هذه الاعتبارات الساذجة ، لأننا ببساطة في قرية كونية ، ومثلما يبحث النظام عن حلفاء له مثل الصين وروسيا ...من الطبيعي جدا أن نبحث عن دعم لدى الرفاق والثوار عبر العالم ، وهو دعم معنوي إعلامي وسلمي ، عكس الدعم الذي يبحث عنه النظام .
أما فكرة ضرورة اكتفاء الحراك بقوته الذاتية الداخلية مثلما تسميها :
Les forces intrinsèques.
فبودي أن تقول لنا كيف :
الإعلام في يد النظام ، المال في يد النظام ، السلاح في يد النظام، وليس لنا الا الشارع وحناجرنا المبحوحة وشعارنا سلمية سلمية.!
من الآخر يا السي احمد ، على الرغم من تظاهرك بأنك باحث ومحقق ، لم تقل أكثر مما تقوله أية ذبابة إلكترونية : خلاصة كتابك، الحراك مخترق ، توجهه ايادي أجنبية !!
هذا ما كان ...علاش شقيت روحك وكتبت كتاب...كنت تفتح صفحة ذبابية وتسميها مثلا :
وان تو ثري ...أو المحقق سعادة .

شوهد المقال 64 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك