نوري دريس ـ الحريات الدينية و صناعة الطوائف في سياق تاريخي....

د. نوري دريس
هنالك فرق بين ان لا تتدخل الدولة في الممارسات الدينية للافراد و بين ان تكون متسامحة مع نشوء وصعود وصناعة أقليات و طوائف ومذاهب دينية وكلما يترتب عن هذا الصعود من علاقات عابرة للدولة باسم الدين و الحرية الدينية...
التعددية الدينية او المذهبية السابقة عن وجود الدولة لا تطرح مشكلة و هي جزء من التنوع الداخلي للمجتمع. وحتى الدولة الجزائرية تعاملت معها بحكمة( بني مزاب مثلا)
أما تلك التي يتم صناعتها ودعمها من الخارح فمن حق الدولة ان تضع السياسة التي تراها مناسبة.
الجزائر ليست دولة أمة ناجزة بعد. و هي ليست بلد مستقبل لمهاجرين اجانب..ورغم ذلك فقانونها يسمح للاجانب بممارسة شعائرهم الدينية تحت حماية الدولة...
أما ان تتفرج الدولة على صعود طحلبي للكنائس، و للطوائف و المذاهب، فهذا لا يقل خطرا عن ما عشناه في التسعينات مع تسامح الدولة وغضها الطرف عن صعود و انتشار السلفية
حتى فكرة التسامح الديني هي فكرة متأخرة جدا في الحداثة. مرت عملية بناء الدولة الأمة بفترة عملت فيها الدولة على فرض التجانس الديني بالقوة ومصادرة القداسة من الدين، ولم تكن العلمنة ممكنة لولا المرور بهذه المرحلة..
شوهد المقال 787 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك