زهور شنوف ـ الجمعة وأزمة الأبجديات!
بواسطة 2019-08-06 04:30:13

زهور شنوف
لطالما عانينا أزمة اتصالية مريرة في الجزائر، طبعا هذه الأزمة ليست وليدة الفراغ فهي جزء من الكل المتهاوي لعقود زمنية موسومة بإحكام عملية الغلق على كل المستويات.. لكن خلال خمسة أشهر من التواجد في الشارع، خلق الجزائري "ذروة" اتصالية لم تبلغها افريقيا والعالم العربي من قبل عبر احتلال الفضاء العام بشكل سلمي و"رجع صدى" مزلزل عن كل قرار سياسي بدقة ووضوح وثبات..
قلب الشعب موازين العملية الاتصالية فما عاد مجرد متلق في عملية نازلة يستفرد فيها "المرسل" بسطوة"الارغام" على تنفيذ الاوامر، منتهجا الاحتقار والفوقية، فرسائل الجمعة "الصاعدة" خلخلت عرش الاستعلاء، وتحولت العملية الأفقية إلى مد مرعب يفكك فيها الجزائريون مع بعضهم - دون حاجة إلى وسائط - خطاب النظام الغافل الذي يتمسك بأسلوبه البدائي ويتجه نحو "حوار الطرشان" بسياسيين وخبراء ليس لهم القدرة على تقديم صورة مختلفة عن الوجه الشاحب لوجهه الغائر، لعجزهم عن استيعاب الوجه المشرقة الذي خلق يوم 22 فيفري..
من فشل في تفكيك وفهم "مكاش الخامسة يا بوتفليقة.. جيبو البياري وجيبو الصعيقة"، وسارع لاحقا لغلق الفضاءات معتقدا (بمرجعيته الاساسية) انه سينتصر على ماكنة الفعالية الاجتماعية التي انطلقت دون ان تخبو جذوة طاقتها لجمعة واحدة، سيصعب عليه استيعاب شعار الديباجة "هذا الشعب لا يريد".. ماعاد الجزائري عنصرا "سالبا" في العملية الاتصالية فإذا اردتم الحوار البناء لن يكون أبدا بأسلوب النعامة الذي اتخذه رجلكم القديم الجديد "كريم يونس" الذي قبل سعيدا أسلوبكم الذي لفظه الشعب منذ قررتم تمديد عمر بقائكم (النظام) برجل عاجز كليا..
الصورة من مظاهرة 12 جويلية

شوهد المقال 203 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك