نجيب بلحيمر ـ تأميم الدولة ..اضراب حافلات الدولة المحتكرة من طرف طحكوت ـ
بواسطة 2019-06-10 23:37:07

نجيب بلحيمر
طلاب الجامعات في العاصمة وولايات أخرى لم يستطيعوا اليوم الوصول إلى جامعاتهم وبعض الكليات اضطرت إلى تأجيل الامتحانات بسبب هذا الغياب الاضطراري الذي تسبب فيه إضراب عمال النقل الجامعي الذي يحتكره محي الدين طحكوت، وقد اضرب هؤلاء احتجاجا على إيداع رب العمل الحبس المؤقت بعد التحقيق معه في قضايا فساد.
لا يهم كثيرا التعليق على مضمون القضايا التي يتابع فيها طحكوت لكن الأهم هو أننا اكتشفنا اليوم أن طلاب الجامعات صاروا رهائن لدى طحكوت الذي دافع عنه مساعدوه كما يفعل أعضاء العصابات مع قادتهم، ويقول عمال هذه الشركة في سطيف إنهم منعوا من قبل المسؤولين من إخراج الحافلات من الحظيرة للقيام بعملهم، وقوتهم تجلت اليوم من خلال منع الطلاب من الالتحاق بجامعاتهم، ومصدر هذه القوة هو الاحتكار.
مع بداية التحقيق مع محي الدين طحكوت تبين أن الدولة كلها كانت في خدمة بعض الأشخاص، حكومة تضع القوانين التي تخدم هؤلاء، وتسن التشريعات التي تجعلهم خارج المنافسة وتحصنهم من المتابعة، وكل المشاريع التي تطلقها الدولة وتمولها بالمال العام يتم إعداد دفاتر الشروط الخاصة بها على مقاس مجموعة قليلة من الأثرياء الذين بنوا امبراطوريات من المال العام، ومن هنا تتحول متابعة هؤلاء إلى إعادة تصنيف الهيئات الرسمية وما كنا نسميها مؤسسات بوصفها أدوات في خدمة نظام الفساد.
احتكار طحكوت للنقل الجامعي قرار سياسي لا يمكن أن يصدر عن المدير العام لديوان الخدمات الجامعية، والصفقات المشبوهة التي عقدها هذا الشخص مع مؤسسات عمومية هي الأخرى تقع تحت المسؤولية المباشرة للوزير الأول ورئيس الجمهورية الذي اتخذ قرارات حطمت كل أشكال الرقابة وأسقطت كل الدروع التي يفترض انها تحمي الاقتصاد الوطني والمال العام، ثم إن الإجماع الحاصل على اعتبار الخمس سنوات الأخيرة هي التي شهدت تسارعا رهيبا في عمليات النهب المنظم وتخريب الاقتصاد، يعيدنا إلى الحديث عن دعم العهدة الرابعة باعتبارها خطيئة في حق الجزائر وشعبها والتي بدأت آُثارها المدمرة تظهر للعيان وسيتضح حجم الكارثة مع مرور الوقت.
صحيح أن الانحراف بدأ مبكرا لكن العهدة الرابعة كانت عهدة تأميم الدولة من قبل مجموعة من الفاسدين، وهذه كارثة تاريخية حلت ببلد الشهداء ولا بد لمعالجتها من تفكيك هذا النظام الذي لا يمكن إصلاحه أو البناء عليه.
شوهد المقال 888 مرة
التعليقات (1 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك