عبد القادر خليفة ـ كلمتي لطلبتي الأعزاء، الجامعة مكانا مفتوحا للنقاش الحر
بواسطة 2019-04-16 01:11:45

أ.د عبد القادر خليفة *
قد شهدنا على مدى أسابيع عظمة الشعب الجزائري في حراكه التاريخي الموسوم بالسلمية والاستمرارية ووضوح المطالب والاهداف والمتمثلة في تعلق الشعب بمبادئه التاريخية ومجده النظالي عبر العصور وبجميع مكوناته الثقافية ومرجعياته بالإضافة إلى تعلقه بالصبو إلى مستقبل زاهر لفائدة شبابه وابنائه على الخصوص ، مستقبل عبر عنه بنفسه من خلال شعاراته المرفوعة عبر الجمعات المتتالية.
أهمها القطيعة مع نظام فاسد مفسد بجميع وجوهه ورموزه وأساليبه وإن تكلف ذلك بالخروج عن نص دستور صاغه الفاسدون والتمسك بروح ومنطقية الفعل الديمقراطي في أولوية الشعب على الدستور.
كان لطلبتنا أيضا دورهم البارز في المساهمة في هذا الحراك في كل جامعاتنا من الشمال إلى الجنوب، شعورا منهم أن جوهر الحراك يعنيهم قبل غيرهم لأنهم هم إطارات المستقبل والمؤتمنون على الوطن، خرجوا في المسيرات وتميزوا تنظيمهم وانظباطهم ومسؤليتهم الرائعة طلبة وطالبات.
الجامعة الجزائرية هي ملك شعبها أي طلبتها بالأولوية وهم مسؤولون عن أمنها واستقرارها وتادية مهامها الأساسية في إنتاج المعرفة وتدريسها، عليهم حمايتها من كل دخيل يريد تحويل الهدف الأسمى عن مساره، ودفعها إلى الفوضى وتعطيلها عن مهمتها النبيلة.
الجامعة يجب أن تبقى مفتوحة مكانا للنقاش الحر والتعبير الهادف لتبلغ رسالتها في التنوير، وعلى الجامعة بكل هياكلها وهيئاتها الإدارية والعلمية والبيداغوجية أن تحتضن طلبتها بحراكهم وأفكارهم وطموحاتهم، هذا هو دورها في الأساس.
إن غلق الجامعات خطأ فضيع لا يخدم إلا الظلامية والجهل والفوضى، الجامعة آخر فضاء يمكن غلقه، وعلى طلبتنا الأعزاء التنبه إلى مسؤليتهم التاريخية كما صنعها أسلافهم في ثورة التحربر المظفرة، التضحية اليوم ليست بغلق الجامعات بل العكس تماما، الجزائر اليوم تحتاج لأساتذة الجامعات الذين صرف عليهم الشعب دم فؤاده ليساهموا في هذه اللحظة التاريخية بتنويره والجزائر محتاجة للطالب الواعي المنظم الملتزم لتحويل الحراك إلى إنتصار جزائري ديمقراطي عالمي في إطار دولة مواطنة دولة قانون تحتضن وتحترم جميع أبنائها بتعدد قناعاتهم وانتمائاتهم وميولهم طالما يحترمون بعضهم البعض. أملي كبير في وعي طلبتي الأعزاء.
* أستاذ الانثروبولوجيا جامعة ورقلة.
شوهد المقال 777 مرة
التعليقات (2 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك