أسامة بقار ـ تعليقات حول مسألة تبني الأبجدية اللاتينية كأبجدية كتابة اللهجات البربرية

أسامة بقار
أثار تصريح رئيس المحافظة السامية للأمازيغية حول تبني هذه المؤسسة للأبجدية اللاتينية كخط لكتابة اللهجات البربرية بين رافض لها ومرافع لتبني الخط العربي لإعتبارات الوحدة الوطنية وتقوية النسيج الإجتماعي وبين مؤيد للقرار لأنه من شأنه النهوض بها والمضي بها قُدما مع أقلية متواضعة رافعت على خط التيفناغ، لذلك نرى أنه من الهام تقديم ملاحظات حول أسباب تبني هذا الخط:
1-كانت فرنسا هـي المنظرة لتعليم البربرية في الجزائر منذ سنة 1880 عبر تدريسها في المدرسة العليا للآداب (تحولت لكلية الآداب سنة 1909)، وكذلك في المدرسة العليا لبوزريعة، هتين المؤسستين شكلتا "المشتلة" pépinière لتكوين مُدرسين جزائريين. وفي سنة 1885 تم إنشاء إجازة اللغة القبائلية، وشهادة "اللهجات البربرية" dialectes berbères سنة 1887، هذا التكوين الذي تواصل مع إنشاء جامعة الجزائر وكان بالأبجدية اللاتينة أدى لبروز نخبة بربريستية متشبعة بقيم ومفاهيم درسها إياها مستشرقون ومؤرخون فرنسيون من أمثال: René Basse، André Basset ،André Picard، هذا النشاط الذي كان يحدث في الجزائر واكبه دعم ونشاط فرنسي في المغرب. وفي سنة 1913 تم تدريس اللهجات البربرية رسميا في كلية اللغات الشرقية بفرنسا والمعروفة حاليا باسـم INALCO (من بين أساتذها سالم شاكر)، والتي يُدرس بها: اللسانيات، الأدب، والتاريخ البربري، لتفتح هذه الكلية أبواب الدراسات العليا (الدكتوراه)، هذا النشاط خلق مثلث بربريستي: الجزائر-الرباط-باريس.
2-خلال الإحتلال الفرنسي وللفترة الحالية لعبت فرنسا عبر ضباطها وإدارييها ولغوييها دور كبير في إنشاء قواميس ومعاجم لمختلف اللهجات البربرية: فرنسي-قبائلي (أكثر من 16 مؤلف بين قاموس ومعجم من 1884 إلى 1985 وكلها إختارت الخط اللاتيني)، تارقي-فرنسي (9 مؤلفات بين قواميس ومعجمات من 1908 إلى 1980)، شلحي-فرنسي (03 مؤلفات بين قواميس ومعاجم)، ميزابية-فرنسية (02 مؤلفين)، شاوية-فرنسية (02 مؤلفين)، وبالتالي فنحن أمام قواميس ومعاجم كتبت بالخط اللاتيني وضعت حجر الأساس لتدريسها بهذا الخط.
شوهد المقال 1740 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك