اسلام سلال ـ أمهات ساحة مايو والاختفاء القسري

اسلام سلال
في عام 1971 قام جنرال عسكري في الارجنتين يدعى خورخيه فيديلا بانقلاب عسكري وفي خلال ثلاثة اشهر اختفى الالاف من المواطنين ولم يستدل على اماكنهم وتباينت الروايات في حصر اعداد من اختفوا قسريا على يد هذا الانقلاب العسكري وتحدث البعض عن اكثر من ثلاثين الف مواطن ارجنتيني اختفوا قسريا .
في ظهيرة احد ايام الخميس في الحادية عشرة ظهرا تحركت مجموعة من الامهات بحثا عن ابنائهن المختفين منذ فترة ، اتجهن معا نحو قصر الرئاسة بساحة مايو في بيونيس ايرس في العاصمة الارجنتينية وكانت هناك اشارة تجمعهن ببعضهن
غطاء راس ابيض كتبت كل واحدة من امهات ساحة مايو اسم ولدها او ابنتها المختطفين على هذا الايشارب الابيض ووقفن يوم واحد كل اسبوع امام قصر الرئاسة دون هتافات او منصات فقط رفعن لافتات بصور ابنائهن .
كان المطلب انسانيا بحتا فلا هم ضد انقلاب ولا اردن ازالته ولكن كان الهدف هو معرفة اماكن ذويهم وابنائهن وكعادة كل نظام عسكري بدا بتشويه الامهات في وسائل اعلامه المحلية وقال عنهن " مجنونات ساحة مايو "
تحركت كرة الجليد وبدات اعداد الامهات في ازدياد وامتلات ساحة مايو امام القصر الرئاسي باغطية الرأس البيضاء وصور الاف المختطفين والمختفين
بعد ثلاثة سنوات من النزول المتواصل امام القصر الرئاسي استمرت امهات ساحة مايو في البحث عن ابنائهن واختفت منهن ثلاثة من الامهات اللواتي أسسن الحركة واستمر النزول والبحث حتى نظمت الارجنتين كاس العالم عام 1978 وكانت على موعد مع الفوز به على ارضها ووسط جمهورها الا ان امهات ساحة مايو كان لهن رأي اخر
امام وسائل اعلام عالمية من دول مختلفة تجوب شوارع الارجنتين تغطية لفعاليات كاس العالم وقفت امهات ساحة مايو امام الكاميرات يرفعن صور ابنائهن وكانت الرسالة التي قالتها احداهن امام الكاميرات هي ملخص حال وشعور كل ام اختطف منها ابنها او ابنتها واصبحت قضيتها في الحياة ان تجده وفقط ، كانت صرخة الام الارجنتينية امام الكاميرات قائلة
" نحن خائفون لا احد يجيبنا ، لا نريد مشاكل فقط نريد ان نعرف اين ابنائنا ، هل هم على قيد الحياة ام ماتوا ؟ نريد ان نطمئن عليهم ، انقذونا واحكوا للعالم عنا نحن امهات ساحة مايو فانتم املنا الاخير "
في عام 1979 شارك الفنان الارجنتيني والحائز على جائزة نوبل في هذا العام ادولفو بيريز في وقفات امهات ساحة مايو وبدا يجوب العالم للحديث عن امهات ساحة مايو وحالة الاختطاف والاختفاء القسري
تم تفجير فضيحة ابناء الضباط وتبين ان هؤلاء الابناء ممن تم اختطفاهم في بداية عهد خورخيه فيديلا
في عام 1981 تنحى خورخيه فيديلا بعد ازدياد الضغط الشعبي والخارجي عليه واستمرت امهات ساحة مايو في النزول
في عام 1982 شاركت الارجنتين في حرب ضد بريطانيا على جزر الفوكلاند وانهار فيها الجيش والاسطول الارجنتيني وعاشت الارجنيتين ثلاثة سنوات من عدم الاستقرار حتى اعلن عن ابعاد الجيش عن الحياة السياسية وبداية مرحلة مدنية للارجنتين
استمرت امهات ساحة مايو في النزول حتى عام 2006 تم تكريم من ظل منهن على قيد الحياة وتم القاء القبض على خورخيه فيديلا ومعاونيه ومات فيديلا في زنزانته عام 2011
تحية تقدير و إحترام لأم أمين و لأم حسني و كل أم و زوجة أو أخت و مناضلة قضيتها عادلة مطالبها انسانية يحميها و يكرثها لها القانون الوضعي و الشرع الإسلامي تبحث عن ابنها او ابنتها أو زوجها او أخاها وتغير باصرارها مصائر دول و شعوب وتسقط بصمودها انقلابات عسكرية و حكومات عسكرية بوليسية

شوهد المقال 3568 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك